الثلاثاء، 2 أبريل 2013

الحاجة إلى تنظير جديد.

 
إن حياة الشعوب السياسية تتطور, بتطور هذه الشعوب او بالأحرى بمرور الزمن, فالشعوب تمر بمرحلة الطفولة البرئة التي تحتاج إلى تربية و تنشئة و بعد ذلك مرحلة الشباب و عنفوانه و عواطفه الجياشة و قوته الخلاقة التي هي بدورها تحتاج إلى توجيه و قيادة حتى لا تكون في الجانب السلبي و المرحلة التالية هي مرحلة النضج و البلوغ و وزن الاشياء بميزان العقل و وضع في الحسبان عواقب الامور و ما ينتج عنها و هذه المراحل بإختلافها يختلف مضمون الرسالة التي يجب على الطليعة السياسية تقديمها كدليل للمرحلة أو كبرنامج لتسييرها, و بهذا المنطق يصبح من الصعب إن لم نقل المستحيل إدارة مرحلة ببرنامج مرحلة أخرى، كأنك تقدم لعبة ورقية لكهل أو شاحنة لطفل.
و بعد هذه المقدمة الوجيزة أردت ان أقول أن الحركة الوطنية الصحراوية الأن قد بلغت مرحلة النضج و ظهرت كل علامات البلوغ عليها، و أصبحت في حاجة ماسة إلى تنظير جديد ـ فكر جديد يتماشى و مقتضيات الواقع و تقلباته واضعاً في الحسبان خصوصيات المرحلة، التي نمر منها إقليمياً و جهوياً و حتى عالمياً.
و أنا هنا لا أريد أن يفهم أنني أريد إلقاء القديم بصفة كلية بل كل ما ادعو إليه نقد هذا القديم و إعطائهي نفسن جديد، و تكييفه مع ماهو مطلوب الأن ـ و تقديم فكرفي قالب جديد واضح المعالم جلي المقصد محدد الاهداف بعيداً عن التقوقع في الماضي و القول, ليس في الأمكان الأتيان بأحسن مماكان؛ فهذا اعتبره جمود فكري و عجز في التفكير و تقييد لملكة الابداع.
نحن شعب و الحمد لله يتوفر على قدرات فكرية و ثقافية معتبرة متنامية و مختلفت المشارب و التجارب و أظن أن بامكانها إعادة صياغة الفكر الوطني صياغة جديدة تتجاوب مع ما نصبو إليه.
مراجعة الطرح مراجعة دقيقة تقف على مواطن الضعف لتقويها و أماكن الخلل فتسدها و تحقن ديماءاً جديدة في الفكر الوطني معتمدة على التحليل العلمي للواقع الراهن و مستشرفة للمستقبل وضعية برنامج عمل وطني متكامل الجوانب متناسق البنية، في مستوى مرحلة النضج و البلوغ.
غاب التنظير و اصبح السياسيون يجترون ما قيل في المراحل السابقة.
 
بقلم :الصالح اعبيدي
.