حظيت القضية الصحراوية خلال الايام الاخيرة بمزيد من الاهتمام الاعلامي للصحافة المصرية التي سلطت الضوء على قضية الصحراء الغربية من مختلف الجوانب، مبرزة الوضع الانساني الذي يعيشه اللاجئون الصحراويون بالمخيمات والمناطق المحتلة والوضعية القانونية للاقليم.
فتحت عناوين مختلفة"مصر وقضية «الصحراء»: عبدالناصر غير موقفه.. والسادات أوفد نائبه مبارك"و«لاجئو البوليساريو» شعب يطرق جدار الصحراء" و "مواطنو الصحراء الغربية شعب يطرق الجدار" كتبت المصري اليوم عدة تقارير تناولت معطيات سياسية واجتماعية وتاريخية عن الصحراء الغربية وشعبها وجغرافيتها وابرز المحطات التي مرت بها القضية الصحراوية والتجاهل العربي.
كما لم يفت الصحيفة الوضع الانساني الذي يعيشه "شعب عربى بأكمله يطرق آلاف الجدران، الأخطر فيها جدار عازل مغربى..، لا أثر لأى زرع أو ماء يعيشون على بعد كيلومترات معدودة من وطنهم «الصحراء» الذى تسيطر على ثلثيه المغرب وأقامت بطوله جداراً عازلاً يحجب المحيط ومدنهم القديمة عن أهلها الذين دخلوا فى مواجهات مع المغرب منذ عام 1976 وحتى الآن، واستضافتهم الجزائر على أراضيها طوال هذه الفترة.
ويضيف الصحفي بالمصري اليوم، محمد السيد صالح:"أن الجمهورية الصحراوية برئيسها وبرلمانها ووزرائها متواجدون فوق الأراضى الجزائرية، وأن ما يزيد على 80 دولة تعترف بها.. والأهم أنهم يعيشون مأساة إنسانية حقيقية، وأن منظمات الإغاثة الدولية والمجتمعات الدولية الكبرى تتكفل بإعاشة كل اللاجئين وأن المنظمات الإسلامية والعربية غائبة تماماً عن هذا الشعب الذى يتحدث جميعه العربية بلهجة واضحة، هى «الحسانية» المنتشرة فى موريتانيا واليمن، ويدين بالإسلام".
الصحيفة اجرت لقاءات مع العديد من المسؤولين الصحراويين ونشرت تصريحات لهم:
محمد الولى ولد عكيك، وزير شؤون الأرض المحتلة والجاليات: «المناطق الصحراوية الخاضعة للمغرب غير مسموح لنا بدخولها، على الرغم من أن 55٪ من شعبنا يعيش فيها.. ونسبة المفقودين كثيرة.. والمغاربة استطاعوا توظيف بعض الصحراويين وانقلبوا على (البوليساريو).. ونحن نتوقع عودة الحرب فى أى وقت مع إصرار الرباط على تعطيل إجراء الاستفتاء.. الدول الحرة وعلى رأسها مصر عليها دعم حقوق الشعوب المحتلة».
الوزير محمد يسلم: «الدول العربية منحازة لصالح الأقوى (المغرب) ضد الضعيف وهو الصحراء.. هم فهموا الحديث الشريف عن إعانة أخيك المظلوم بشكل خاطئ، أخبارنا نقرؤها فى صحف الغرب والشرق ولا نسمع كلمة واحدة فى الإعلام المصرى، والمغرب تستغل مواردنا خاصة الفوسفات والسمك ويبرم حالياً اتفاقيات للتنقيب عن البترول».
حماد السلمى وزير العدل: «نحن ضحية لمحاباة الأنظمة العربية وكذلك الإعلام العربى.. لدينا توثيق لـ638 حالة اختفاء قسرى لصحراويين فى المغرب.. ثم اعترفوا بوفاة 351 منهم لكنهم لم يحددوا أمكان الدفن.. لدينا 38 سجيناً فقط.. وطوال 39 عاماً لم تقع فى المخيمات سوى جريمتى قتل فقط، واحدة سبق وإصرار وترصد وواحدة قتل خطأ. ونطبق الشريعة الإسلامية.. وفى حالة القتل العمد يتم قبول الدية.. نأخذ بالمذهب المالكى فى الطلاق.. وحالات الاختفاء القسرى خاصة للمحاربين عديدة، وبعد إبلاغنا رسمياً بأن معظم هؤلاء قد ماتوا أو قتلوا فى المغرب اعتبرت زوجاتهم جميعاً أرامل دون رفع قضايا».
عبدالقادر طالب عمر «الوزير الأول»: «متمسكون بعروبتنا وإسلامنا رغم أن الأشقاء أعطونا ظهورهم.. واحتضنتنا أفريقيا.. متمسكون بالعودة وصمودنا أكبر من دول زالت أو ذابت».
فتحت عنوان "رحلة «سلخ الأقدام» إلى الصحراء" كتب الصحفي محمد أمين المصري بجريدة "الاهرام" المصرية عن تجاهل ونسيان العرب للاجئين الصحراويين، فى حين يلهثون وراء كل مصيبة أو كارثة عالمية للتبرع لمنكوبيها بمئات الملايين من الدولارات، وبعضهم يتبرع لحدائق حيوانات فى عواصم غربية.
"ويتناسى العرب حقوق اللاجئين الصحراويين، وهم بالمناسبة يشكلون ثانى أطول عملية لجوء فى العالم ويواصلون منذ نحو 40 عاما حياة الشتات فى ظروف مناخية لا يتحملها بشر" تضيف الأهرام المصرية.
"كل ما يطلبه الصحراويون هو استغلال خيراتهم ومعادنهم وبترولهم وأسماكهم ليوفروا على العالم مساعداته ليمدوا بها أطرافا أخرى انضمت لحياة الشتات مثل السوريين وبعض الأفارقة.
وأملهم هو العودة لأراضيهم التى هجروها بسبب الحرب لتستقبلهم تندوف الجزائرية بعد قطع آلاف الأميال حفاة فى رحلة قسرية يطلقون عليها «رحلة سلخ الأقدام»
فيما نشرت "الاهرام العربي" و"روز اليوسف" لقاءات مع الأمين العام لجبهه البوليساريو و رئيس الجمهورية الصحراوية تطرق لمختلف جوانب القضية الوطنية.
الأخبار المصرية وتحت عنوان"أكثر الشعوب استبشارا بالسيسي" كتب الصحفي رضا محمود :"خاطبنا المسئولون عن الشعب الصحراوي وعلي رأسهم الرئيس محمد عبد العزيز الذي حملنا أمانة توصيل عدة رسائل إلي المسئولين المصريين والشعب المصري..قال الرجل إننا نتطلع أن تسعي مصر من خلال علاقاتها بدول المنطقة إلي أن تلعب دورا إيجابيا من أجل التوصل لرفع المعاناة عن الشعب الصحراوي.."
" نتطلع إلي اليوم الذي نري فيه أبواب المعاهد والجامعات المصرية مفتوحة لأبنائنا..ونتمني أن ترسل إلينا مصر بأساتذة يعلمون أبناءنا كما فعلت أم الدنيا وما زالت تفعل مع الدول العربية كافة..نتمني أن يكون لنا سفارة بالقاهرة لتضاف إلي الـ 75 سفارة التي تمثل شعبنا في دول أوروبا وأمريكا..نحن لنا حق في مصرنا الحبيبة التي آزرت كل الشعوب العربية والإفريقية حتي تحقق لها تقرير المصير..وبكل الصدق أقول لكم إننا متفائلون غاية التفاؤل بمقدم الرئيس السيسي".
واضاف رضا محمود :"ورغم أنني وزملائي من الصحف القومية والخاصة قد التقينا بكبار المسئولين عن الشعب الصحراوي وأصبح في حوزتنا الكثير من المادة الصحفية الثرية التي أظهرت لنا مدي المعاناة التي يعيشها أبناء ذلك الشعب في ظل ظروف لا يتحملها بشر،إلا أن حساسية العلاقات بين مصر والدول العربية التي لها علاقة بقضية الشعب الصحراوي ورغبة منا في ألا نعكر صفو العلاقات هي التي جعلتني أنا شخصيا أكتفي من باب الأمانة الصحفية بتوصيل الرسائل التي حملنا إياها الرئيس محمد عبد العزيز والتي استشعرت منها بروح وإشارات إيجابية أتمني أن يلتقطها المعنيون بالقضية بنفس الروح.
"اليوم السابع" هي الأخرى نشرت تقريرا مصورا عن اللاجئين الصحراويين ونقلت شهادات حية عن الظروف الانسانية التي تطبع حياتهم، من خلال مقابلات مع مسؤولين صحراويين.
«اليوم السابع» رصدت عن قرب ومن أرض الواقع كيف يعيش مواطنون عرب هذه الحياة، وكيف حولوا حياة اللجوء إلى حياة منظمة ومنسقة.. نعم تفتقد فى غالبتيها للخدمات، لكنهم قرروا استغلال كل ما يملكونه من إمكانيات ضعيفة وقليلة ليبعثوا برسالة لأشقائهم العرب وللعالم بأنهم قبلوا التحدى، وأنهم لم يملوا من العيش خارج أراضيهم، لأنهم يؤمنون بأنه يوما ما سيتركون الأراضى الجزائرية ويعودون إلى ديارهم.
ياتي هذا الاهتمام الاعلامي للصحافة المصرية بالقضية الصحراوية بعد زيارة الوفد المصري المكون من عشرة إعلاميين ممثلين لعناوين الأهرام و أخبار اليوم و اليوم السابع و آخر ساعة و المصري و روز اليوسف الى مخيمات اللاجئين الصحراويين والوقوف على واقع الشعب الصحراوي خلال النصف الثاني من شهر يونيو الماضي.
واص