الأربعاء، 28 أغسطس 2013

امسكوا رياحكم عن شمعتنا

بقلم :عمار الصالح.omar
كان الحديث عن الشباب وما يزال من أسس البناء لمشاريع التغيير، ومن مكونات مشاريع النهضة وحركات التحرر الوطنية، ومن هذا المنطلق فإن تناول 
موضوع الشباب والتغيير يعد مسألة تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي كما تتعلق ببناء الخطط التنفيذية لعمليات التغيير…….
ويمتاز سن الشباب على مراحل العمر الأخرى بمزايا أساسية توفر له أهلية خاصة في مشاريع التغيير ومنها الطاقة والحيوية المتجددة والمتفجرة والتفاعلية مع المتغيرات والأحداث…
وعندما نخص الشباب في الحديث فإننا نعني الأعمار التي تناسب مقام المهمة وحاجاتها، حيث أن المقاومة والعمل في بناء الجيوش تعد الأعمار 16 – 25 عاماً هي المثالية بالنسبة له، فيما تعتبر سنوات 18 – 22 عاماً من أهم مراحل العطاء العقلي والمشاركة الفاعلة للشباب في المرحلة الطلابية في بناء شخصيته والتفاعل السياسي مع المحيط، بينما يمثل الشباب في سن 22-35 مشروع القيادة والريادة في بناء الأمة، وتوجيه دفة مسارها، واستعادة كرامتها، وبناء مشروع نهضتها…
ليبقى السؤال هل الشباب الصحراوي عجز عن  التغيير ام ان شمعته اتتها رياح التهميش ؟
قديماً قال الفيلسوف هيراقليطس: ” إن التغير قانون الوجود، وأن الاستقرار موت وعدم” وكان هيراقليطس يرى أن الثبات، لا وجود له في هذا الكون، وأن الوجود مليء بالحركة وادياليكتيك، إلى درجة أنك لا تستطيع أن تستحم ولو مرة واحدة في النهر؛ لأن مياها جديدة ستغمرك في كل حين، فأنت إذن تستحم في عدة أنهر وليس في نهر واحد، وبما أن التغير الاجتماعي ظاهرة إنسانية، بل سنة وقانون إلهي لهذا الكون، فهو محل نزاع وصراع دائم ومستمر بين أهل الخير وأصحاب الشر ، فكلما انحرفت الإنسانية عن المنهج السليم، والطريق المستقيم،لزم التغيير من خلال هذا التسلسل المنطقي يتضح ان الشباب الصحراوي همش الى ابعد حد حتى اصبح العجز اقرب من شرك نعله وسبب يعود الى الحرب الغير معلنة التي يشنها  في بداية الأمر من لدن المفسدين والمترفين الفاسقين الراغبين في إعاقة التغيير الاجتماعي حرصاً على الامتيازات والمصالح الاقتصادية، وحفاظاً على العلاقات السياسية الداخلية أو الخارجية… وخوفاً من الجديد، ولو كان الهدى، وتشبثاً بالحاضر، مع تمجيد المتوارث الماضي، ولو كان ضلالاً،انها لا تعمى الابصار ولانك القلوب التي في الصدور…
وحتى بعد المبادرة التي قامت بها الجبهة  واقامة منظمة جماهيرية لاتحاد الطلبة  فمنظمات الشباب في بلدان التي توصف بالأنظمة الشمولية، وهذه المنظمات عبارة عن نسخة كربونية عن الحزب الأم (القيادة الحالية) وجزء من التشكيل الرسمي، وبالتالي، فهي في سياساتها الشبابية والعامة جزء من منظومات النظام المؤسساتي ومستوعبة من خلال القيادة المهيمنة على مقدرات البلد ككل.فبتالي فالحاجة اصبحت الى منظمة طلابية اكثر استقلالية او بالاحري الى رئاسة طلابية لمنظمة اتحاد الطلبة تعكس الارادة الشبانية للتغيير ­­….
فلولا هوجود صحافة حرة ومستقلة، هدفها البحث عن الحقيقة والشفافية، وإعلام حر يتسع لنقاش حر ومفتوح حول مجمل القضايا التي تهم المجتمع بقطاعاته المختلفة، ويتسع لتنظيم حوار مجتمعي حول القرارات  ودورها السياسي، وحول السياسات الحكومية والتشريعات لقلنا ان الشباب قتل في مهده …
وليحرم الشباب من حقه من  دعم روح الحماسة لدى الشباب، من خلال إثارة روح الغيرة والمسؤولية وتنويع الأنشطة الثقافية والفنية والفلكلورية والرياضية، وكل ما يثير الحمية والمنافسة الشريفة في نفوس الشباب، ويكسر الروتين والرتابة والملل والضجر الذي يقود إلى البلادة واللامبالاة.
فلماذا عجزت المنطمة الوليدة في تحقيق ابسط سبب لولادتها وهو تجنيد الطلبة في صفها لماذا لا يكون هناك برامج صيفية مثمرة افضل من المشاريع الفاشلة التي تكرر كل صيف لماذا لا تكون هناك مشاريع محددة قوامها الطاقات الشابة، من خلال التنمية والاعمار، سواء تنمية تعليمية مثل دعم للطلبة الدارسين  أو استغلال المناطق الصحراوية (المساهمة في زرع القدر الممكن من النباتات التي تساعد في الاحتماء من الحر في الصيف)… وهذه المشاريع يمكن أن تحدد في فترات العطل الصيفية، ويتم فيها توظيف طلاب المدارس والجامعات في أعمال منتجة مقابل أو مكافآت تحفيزية….
ولاكن  حيوية الحركة الطلابية مرهون بنوعية القيادة السياسية التي تتعامل معها. فاذا كانت القيادة في اي بلد حركية وخلاقة فان الطلاب يفضلون في هذه الحالة التفرغ للحركية العلمية لا السياسية والعكس صحيح.ولاكن قيادتنا للاسف الشديد لا من هذا ولا ذاك ما الذي يؤدي الى هذه خيبة الامل الطلابي ؟ عدم وجود الامل وعدم وجود وعي حضاري ذاتي.
الخلاصة  ان الشباب الصحراوي ضاع بين الاعتبارات الذاتية لاشخاص كان يجب ان يكون دورهم اسما من ماهم فيه اليوم من تضييع للامانة العظمى وهي السير بالقضية الى بر الامان  .