الاثنين، 26 أغسطس 2013

البوليساريو قلقة من برودة اسبانيا في الدفاع عن حق تقرير المصير وترغب في عدم تغيير موقفها بعد شغلها منصبا في مجلس الأمن



 تعرب جبهة البوليساريو عن قلق من موقف حكومة مدريد التي ترفض حتى الآن استقبال اي مسؤول من هذه الحركة. ومن المنتظر أن تمارس البوليساريو ضغطا على اسبانيا لكي تستمر في تأييد تقرير المصير بعد شغلها منصبا في مجلس الأمن الدولي ابتداء من يناير المقبل. وفي الوقت ذاته، تعترف البوليساريو أنها تأثرت سلبا بأزمة اسبانيا الاقتصادية بحكم أن أغلب المساعدات الإنسانية تأتي من هذا البلد الأوروبي.

وتعتبر اسبانيا دولة استراتيجية لجبهة البوليساريو في صراع الصحراء الغربية، إذ تتوفر على أكبر دعم وتعاطف سياسي وإنساني في العالم في اسبانيا أساسا. فالرأي العام الإسباني والأحزاب السياسية تؤيد بشكل كبير البوليساريو، كما أن البلديات وحكومات الحكم الذاتي توفر لها مساعدات إنسانية كبيرة إلا أن هذا الوضع لم يعد كما كان من قبل.
وتحمل الأزمة الاقتصادية الدولية انعكاسات سياسية على جبهة البوليساريو، وتعترف الجبهة في تقرير لها مؤخرا أنها اضطرت الى تقليص تمثيلياتها في دولة رئيسية في نزاع الصحراء مثل اسبانيا. وكانت التمثيليات تتوصل بمساعدات مالية هامة من حكومات الحكم الذاتي ساهمت في المحافظة على فتح مكاتب في كل الأقاليم، لكن الأزمة تدفع في الاتجاه المعاكس، اي إغلاق وتقليص دور هذه التمثيليات.
لكن يبقى الجديد هو الموقف السياسي لإسبانيا من النزاع ويفترض أنه برودة. إذ تحفظت جبهة البوليساريو في اجتماع أمانتها العامة الأخير على موقف اسبانيا، واعتبرت أنها انحازت الى الأطروحة المغربية بسبب عدم تأييد موقف الولايات المتحدة التي طالبت بتكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وطالب بيان للبوليساريو اسبانيا بالتحلي بالشجاعة والدفاع عن تقرير المصير ، مؤكدة أنها ‘تتحمل المسؤولية التاريخية’ لأنها سلمت الصحراء للمغرب سنة 1975.
وأصيب قادة جبهة البوليساريو بخيبة أمل حقيقية جراء رفض رئيس الحكومة ماريانو راخوي استقبال محمد عبد العزيز. وكان الحزب الشعبي الحاكم قد تعهد للبوليساريو سنة 2010 باستقبال زعيمه مباشرة بعد وصوله الى السلطة، ومرت سنة وثمانية أشهر على وصول الحزب الشعبي الى السلطة، ديسمبر 2011، ولم يحصل اللقاء المنشود.
ولم تعد جبهة البوليساريو ترغب في حدوث اللقاء بل في تبني اسبانيا دعما واضحا لتقرير المصير وتكليف قوات المينورسو في الصحراء عندما ستصبح عضوا في مجلس الأمن الدولي ابتداء من يناير المقبل.
وتحاول اسبانيا أن تحافظ على موقف معتدل بين موقفها التاريخي الداعم لتقرير المصير ولكنها تبدو أقل حماسا في الدفاع عنه لتفادي إغضاب المغرب في الوقت الراهن بسبب التعاون الوثيق بين البلدين في مجالات مكافحة الهجرة والإجرام المنظم وبسبب تبريد المغرب للمطالبة بملف سبتة ومليلية المحتلتين.


المصدر: القدس العربي