السبت، 3 مايو 2014

عبد الباري عطوان: لهذا غادرة القدس العربي و هذا هو الصراع الاعلامي العربي



فلاح/ إبن فلاح/ بي سذاجةُ الأُم/ ولي مكْرُ/ بائع سمك» لعلّ هذا المقطع الشعري يُلخّص الشخصية الجدّلية لعبد الباري عطوان. الصحافي المشاغب الذي ولد في مخيم دير البلح عام 1950، لأُسرة طردها الصهاينة من بلدة أسدود. كان رئيس تحرير «القدس العربي» بين أعوام 1989 و2013، وأحد صُنّاع التجربة الصحافية العربية في العقدين الأخيرين. كتابه «وطن من كلمات» الذي صدرت طبعته الرابعة أخيراً عن «دار الساقي»، هو شهّادة حيّة على تجربة اللاجئ الفلسطيني الهائم في العالم بحثاً عن فردوسه المفقود. شهادة آسرة تُضاف إلى يوميات خليل السكاكيني و«الجمر والرماد» لهشام شرابي و«من يافا بدأ المشوار» لشفيق الحوت. في 2 أيلول (سبتمبر) الماضي، أطلق صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية التي وصل عدد قرّائها إلى عشرين مليوناً، مواصلاً بها تجربته الصحافية التي بدأها في صحيفة «البلاغ» الليبية منتصف السبعينيات. بعد استقالته التي ما زالت تثير جدلاً (الأخبار 11/7/2013)، ها هو يتحدّث للمرة الأولى عن «القدس العربي» والحرب والإعلام
وتهديدات القتل والمؤامرات التي حيكت ضده. «الأخبار» التقته في لندن في مكتب «رأي اليوم» الذي لا يتجاوز طاقم عملها عدد أصابع اليد الواحدة، وأجرت معه هذه المقابلة
مصطفى مصطفى
لندن |  بعد استقالتك من «القدس العربي»، أطلقتَ صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية. أخبرنا عن هذه التجرية؟
تركت «القدس العربي» في 10 تموز (يوليو) 2013. لكن فكرة «رأي اليوم» كانت موجودة لديّ منذ ثلاث سنوات. أولاً، أُريد حرية واستقلالية، فأنا كاتب عمود صحافي، وفكرة أن أعرض عمودي على رؤساء تحرير آخرين غير واردة. رؤساء التحرير لديهم قيود، وليسوا أحراراً في المطلق، ويمكن أن يرفضوا ما أكتبه.
فكّرت أن أبدأ «رأي اليوم» بعمودي الصحافي، وأبني حوله. كل كتّاب «رأي اليوم» متطوعون، وبعض المراسلين يتلقون مستحقات رمزية. ثانياً، 98 في المئة من قرّاء «القدس العربي» كانوا على الـ «أونلاين»، و2 في المئة كانوا يقرؤون النسخة الورقية. مستقبل الصحافة هو للإنترنت، لذا قررت دخول ركب الحداثة الإعلامية. ثالثاً، الصحافة الإلكترونية أقلّ كلفة. معظم ميزانية «القدس العربي» كانت تذهب إلى النسخة الورقية، وليس للموقع الإلكتروني. طوال 25 عاماً أمضيتها في «القدس العربي»، كنت مأزوماً مالياً، ومحاصراً إعلانياً. الديون تراكمت عليّ. أذكر أن جابي الديون أتاني ثلاث مرّات يسأل عن إيجار الشقة التي هي مقر «القدس العربي». كان همّي كيف أجلب رواتب للموظفين الـ 19 في الصحيفة، وكيف أُغطي الإيجار ونفقات المطبعة والشحن. عندما تكون لديك مصاريف والتزامات مالية، تصير أقلَّ حرية. وعليك أن تقبل اشتراكات ومساعدات. وصراحة، عليك أن تشحذ. صديق عزيز في جريدة «الحياة» اللندنية، وهي جريدة منافسة، قال لصديق له في إحدى الدول الخليجية: «عبد الباري يموت من الجوع، ليس لديه مال لدفع الرواتب». يعني، لم أكن أنا فقط أشحذ، بل أصدقائي يشحذون لي، شفقة عليّ، وأنا منافس لهم.
■ ما رؤية صحيفة «رأي اليوم»؟
لدينا عدو أساسي اسمه إسرائيل. هذه هي بوصلتنا: كل مَن هو مع إسرائيل نحن ضده، ومن هو ضدها، نحن معه. هذه القصّة محسومة. من هو مع أميركا نحن ضده، ومن هو ضدها نحن معه. هذه محسومة، وليست محتاجة إلى فذلكة. هذا هو خطنا ومعادلتنا. سواء كان صدام حسين أو حسن نصر الله أو عبد الفتاح السيسي، أو ابن سعود. من هو ضد إسرائيل ويحاربها، فنحن معه وفي خندقه. نحن لسنا مع أشخاص، بل مع تيار وتوجّه.
■ قبل حرب الخليج الأولى، صدرت في لندن «الشرق الأوسط» و«الحياة» و«القدس العربي». وقبل احتلال العراق عام 2003، لمع نجم قنوات عربية مثل «الحرة» و«العربية» و«الجزيرة». هناك علاقة وثيقة بين الحرب والإعلام في عالمنا العربي. ما هي أوجه العلاقة اليوم كما تراها أنت، ونحن نعيش ما سمّاه الإعلام الغربي «الربيع العربي»؟
في الماضي، كان الصراع بين الخليج النفطي والتقدّمية العربية، لكنّه صار اليوم خليجياً ـ خليجياً
الإعلام لصيق بالحروب في منطقتنا العربية. معظم الإعلام العربي لديه أجندات سياسية ويأتي لهدف وظيفة محددة. من يقول لك غير ذلك هو كاذب. الإعلام العربي مدعوم شئنا أم أبينا، لكن هذا الدعم يبقى نسبياً. هنالك فرق بين أن تُدعم لأنك تؤمن بقضية الناس، وأن تُدعم لخدمة فئة وطبقة معينة. في أيّام جمال عبد الناصر، كان الإعلام المصري يخدم قضية القومية العربية وتحرير فلسطين. عبد الناصر دعم جريدة «الأنوار» اللبنانية في مواجهة «الحياة» التي دعمتها السعودية أيّام كامل المروّة. لم يكن لدى عبد الناصر نفط. والاعلام غير مرتبط بالنفط، بل بالأجندات السياسية. بعد اتفاقية «كامب ديفيد» عام 1978، مُنع الإعلام المصري في الدول العربية. في تلك الفترة، ظهرت صحيفة «الشرق الأوسط»، لشغل الفراغ الذي تركه الإعلام المصري. وكان مصطفى أمين كاتب عمود يومي في «الشرق الأوسط». صحيفة «الحياة» اللندنية، ظهرت عام 1988، عند اقتراب حرب الخليج، وقد بدأت طفرة جديدة في الإعلام العربي بعد عام 1990. في آب (أغسطس) 1991، انطلقت فضائية «ام. بي. سي» وكانت أوّل محطة عربية شاملة. أحدثت نقلة من الإعلام الورقي الى التلفزيون. في عام 1995، انطلقت «الجزيرة». وقبل أيّام معدودة من حرب احتلال العراق عام 2003، انطلقت «العربية». الحرب هي دائماً في قلب الإعلام العربي. اليوم هناك حوالى 900 محطة فضائية، وهنالك حرب مستمرة في المنطقة، وشرخ طائفي كبير. وقد ظهرت أخيراً قناة «الميادين» لتسدّ فراغاً في الإعلام العربي.
 كيف تُفسّر سعي قطر الدؤوب إلى السيطرة على الخطاب السياسي والثقافي في الإعلام العربي، خصوصاً بعد تراجع مكانة «الجزيرة»، وفشل مواقع إخبارية قطرية عدّة أبرزها «المدن»، وقد أتى موقع «العربي الجديد» أخيراً لتصحيح أخطائه؟
هناك انقسام حاد في عالمنا العربي اليوم. هناك دول وجهات تبنّت عملية «تغيير» تحت مسمى إسقاط الدكتاتوريات وإقامة الديمقراطيات. للمرة الأولى، تلتقي قناتا «الجزيرة» و«العربية» على هدف واحد، هو التغيير بالوسائل السلمية ثم العنفية. 185 مليار دولار دخل قطر السنوي من النفط والغاز. جزء كبير من هذا الدخل وظّف في مشاريع إعلامية في خدمة المشروع القطري في سوريا وليبيا وتونس واليمن ومصر. لاحظ أنّ كل الدول التي حصل فيها التغيير كانت أنظمة جمهورية. وهي الدول المعادية لأميركا، باستثناء مصر جزئياً. نعم، هذه الجمهوريات دكتاتورية وقمعية، لكنها الدول الوحيدة التي كانت تطالب في منظمة «أوبك» بأسعار عادلة للنفط. نحن مع الديمقراطية والتغيير وضد الدكتاتورية. أنا ضد النظام السوري الذي هددني بالقتل، ومنع جريدتي وحجب موقعي. أنا أُحارب النظام السوري، لكن بالديقراطية والسلمية والتعايش والفكر الحر. لا أُحاربه بالطائفية، ولو كان هذا النظام طائفياً. نعم، هناك تجييش للإعلام كي يلعب دوره في الصراع. لولا «الجزيرة»، برأيي، لما انتصرت الثورة في مصر، ولما هرب بن علي. كان لـ«الجزيرة» رصيد كبير من القرّاء والمشاهدين، لكنها وظّفت هذا الرصيد في مشروعها الذي صار مشروع فوضى في ليبيا واليمن وسوريا ومصر، ونحن نرى نتائج هذا المشروع اليوم.
■ ما هي هذه النتائج؟
لا دولة في ليبيا اليوم، حتى نقول إنّها فاشلة. سوريا مدمّرة ومجزأة. الدولة ضعيفة في اليمن. مصر تواجه مشاكل كبيرة. تونس استطاعت الهرب من الفوضى إلى حين. هذه هي النتائج. لو كان لدى هذا المشروع رؤية، لانتشرت الديمقراطية. لكن ما حدث أنّ الديمقراطية انتكست في سوريا واليمن وتونس. إلى أين نتجه؟ الآن هناك صراع سعودي قطري على الإعلام. السعودية وحليفتها دولة الإمارات يستثمرون في الإعلام في مصر وخارجها. وقطر أيضاً تقوم بإنشاء إمبراطوريات إعلامية. الصراع في السابق كان بين الخليج النفطي وبين التقدّمية العربية. الآن أصبح الصراع خليجياً ـ خليجياً، وأبرز أدواته هي المواقع الإعلامية والفضائيات والصحف.
■ كيف تُفسر التقاء خطاب الإعلام الغربي مع غالبية الإعلام العربي في الشأنين السوري والبحريني؟
الإعلام اليوم مجنّد. سوريا هي العقدة التي وقفت في طريق المنشار. العقدة التي منعت التغيير بالصورة التي أرادها الغرب. هذا المشروع التغييري كان لشرعنة وجود إسرائيل. وهذا المشروع الغربي بدأ بالعراق وامتد الى سوريا، واليوم ينتقل بطريقة غير مباشرة إلى مصر. هذه المراكز الثلاثة التي حكمت العراق وسوريا الكبرى ومصر على مدى 8 آلاف عام، تتعرض للتفكيك والإضعاف. دول المركز صارت ضعيفة اليوم، ودول الأطراف صارت هي الحاكمة.
ركائز خطاب المشروع الغربي هي الأطراف العربية. مشروع مماثل يحتاج إلى أموال ومليارات، ولا يمكنه أن يعتمد على دول فقيرة الدخل مثل اليمن والسودان وموريتانيا ولبنان. من لديه مال لتسليح المعارضة السورية؟ عندما تدخل «الناتو» في ليبيا، وقفت معه قطر والسعودية مالياً وإعلامياً. لذا كان طبيعياً أن تكون «العربية» و»الجزيرة» رأس حربة في هذا المشروع.
■ هل ترى أن دعم «الجزيرة» للثورة في مصر وتونس كان أمراً عفوياً ومهنياً؟
نحن فرحنا بدعم «الجزيرة» للثورة في مصر وتونس. برأيي، كانت تغطيتها عفوية ومهنية. لكن بعد اندلاع الأزمة السورية، بدأ المشاهد يشكك في مهنيّتها ومصداقيتها، وخصوصاً أنّ المعلومات متوافرة على غوغل ويوتيوب، وكشف الفبركات بات أمراً سهلاً. هذا أدّى إلى انخفاض مشاهدة «الجزيرة» من 46 مليون مشاهد إلى أقلّ من 6 ملايين. «الجزيرة» استعجلت الإطاحة بالنظام السوري، وفقدت توازنها. وصارت تفبرك تقارير إخبارية. النظام السوري تعلّم من تجارب الآخرين. لم يهرب الأسد كما هرب بن علي.
«الجزيرة» كانت أهم وأقوى دولة في الوطن العربي من عام 1995 إلى 2005، فترة يمكن تسميتها بعصرها الذهبي. «الجزيرة» كانت من أهم خمس ماركات عالمية. قوتها استندت إلى خط وطني، وليس مهني. وهذا الخط كان معارضة الغزو الأميركي للعراق، والوجود الأميركي في الجزيرة العربية، والتصدي للفساد والقمع، وإعطاء المعارضة منبراً. ما صنع الجزيرة، كان وقوفها مع قضايا وطنية، لأنّ الشعب العربي وطني. وما خسرته هو الشعب، لأنها وقفت مع أجندة دولة «الجزيرة». أنا منذ بداية «الربيع العربي»، اتخذت قراراً شخصياً بألا أظهر على «العربية» و»الجزيرة».
 ما القصّة الحقيقية وراء استقالتك من صحيفة «القدس العربي»؟
هناك جانب قانوني في القصّة، أنا ملزم باحترامه، بألا أحكي تفاصيله. عندما خرجت من «القدس العربي»، وقّعت اتفاق الحفاظ على السرية، والتزام الصمت. أنا ملزم قانونياً بألا أُسمّي الجهة، وإلا أُخذت إلى المحاكم. في هذا البلد (بريطانيا) قانون. كل ما يمكنني قوله إنّها جهة خليجية، أخذت «القدس العربي» لأن لديها مالاً، ولأن على الجريدة ديوناً ومصاريف مالية. كان أمامي خياران: إما أن أستمر في إدارة وتحرير «القدس العربي» وأتلقى أموالاً طائلة، وأتبع خطاً تحريرياً يخدم هذه الجهة الخليجية، أو أن أخرج. فضّلت الخروج كي تستمر الجريدة، لأن لديّ زملاء لديهم أُسر يُعيلونها. الاعتراض الرئيس كان على الخط التحريري المتعلّق بليبيا وسوريا. الأزمة في ليبيا انتهت بسرعة، لكن في سوريا ما زالت قائمة. بصراحة، عشتُ في متاهة في آخر أيّامي في «القدس العربي». وعشت معضلة حقيقية، خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الأزمة السورية.
 ما زالت «القدس العربي» مستمرة رغم التكهنات بإغلاقها فور استقالتك. كيف تُقيّم الخطاب والخط التحريري للصحيفة اليوم؟ وكيف ترى اللغة الطائفية التي بات كتّاب الرأي يستعملونها في مقالاتهم في الصحيفة؟
جهة خليجية أخذت «القدس العربي» بعدما رفضت الانصياع إلى خطّها التحريري، أترك للناس تقييم أداء «القدس العربي». هذه الصحيفة هي ابنتي. بنيتها خلال 25 سنة طوبة طوبة. ضحيت كثيراً. كنت أشتغل 16 ساعة في اليوم، أكتب وأُحرر وأُدير. في حلقي غصّة لأنني لم أرَ أولادي كفاية خلال هذه السنوات. فضّلت أن تستمر الصحيفة على أن تموت. أنا بكيت عندما غادرت «القدس العربي»، وزملائي بكوا. كنت كمن لديه ولد لا يستطيع إطعامه، ففضّل أن تتبناه أُسرة على أن يموت جوعاً.
أنا كنت في «القدس العربي» ضد اللغة الطائفية. لم أسمح بوضع تسميات مثل «حزب اللات» و«حزب الشيطان»، وشتائم للسنة والشيعة والدروز والعلويين. حتى في الصفحة العبرية، لم أكن أتدخل إلا إذا كان الموضوع طائفياً، وعن سوريا بالذات. حتى لو صار كل الناس طائفيين، أنا لن أكون طائفياً. أنا مع الشعوب لأخذ حريتها واستقلالها، لكن ليس بالوسائل الطائفية. موقفي ينبع من موقف وطني. مثلاً، وقفت ضد السعودية لأسباب وطنية وسياسية، ولطرحها مبادرة سلام مع إسرائيل. لكن لو جيّشت السعودية الجيوش لتحرير فلسطين، سأقف مع السعودية. أنا لست ضد دول لكنني ضد سياسات.
■ سمعنا كثيراً عن كوبونات النفط العراقية وعن علاقتك بنظام معمّر القذافي. ما ردّك؟
يا عزيزي، أسماء من تلقوا كوبونات النفط نشرت، وظهرت بينها أسماء رؤساء وزارة، لكن أين اسمي بينها؟ سأخبرك بهذه القصّة. في المناهج الدراسية العراقية بعد احتلال العراق عام 2003، كتبوا أنني عميل لصدّام حسين. نوري المالكي وصحيفة «حزب الدعوة الإسلامية» العراقي، كتبت بالمانشيت العريض على صفحتها الأوّلى «عبد الباري زاني ابن زانية ومش معروف أبوه». وأخيراً، تلقيت دعوة من نقابة الصحافيين العراقيين لتكريمي. نقيب الصحافيين مؤيد اللامي ذكر لي أنّ رئيس الوزراء نوري المالكي سيستقبلني، ووزير الإعلام سيقيم حفل عشاء على شرفي. قلت له: «أنتم يا أخي منذ 20 سنة تسبونني وتلعونني، كيف تريدون تكريمي الآن؟». المشكلة أنك إذا أردت أن تكون مستقلاً وتعبّر عن رأيك، لن تنجو من الشتائم ووسمك بالعمالة. أن تكون مستقلاً أشبه بمصيبة اليوم.
أنا كتبت عشرين مقالة ضد معمّر القذافي، قبل ما يُسمى بالثورة في ليبيا. لكن عندما تدّخل «الناتو» في ليبيا، كتبت على الصفحة الأولى «ليبيا: ثوار الناتو». وكنت ضد «الناتو»، وضد الدكتاتورية. وتلقيت السُباب والشتيمة. كل الناس كانوا مع «الناتو» في ليبيا، للأسف. القذافي هددني بالقتل، وأيضاً عرض أن يرسل لي طائرة خاصة كي أزوره، ورفضت. وما زال وزير خارجيته عبد السلام التريكي حي يرزق، ويمكنك أن تسأله. عبد الرحمن شلقم، زارني وجلسنا في فندق الـ «دورشيستر» في لندن، وعرض علي أن تُطبع «القدس العربي» في خمس مدن ليبية، وعرض علي أموالاً، ورفضت. وتلقيت عرضاً من أحمد قذّاف الدم، ورفضت. وآخرها، أرسل لي القذافي رجل أعمال فلسطينياً سبع مرّات، ومعه مراسلنا في عمّان كي يقنعني بزيارة القذافي، ورفضت. وفي النهاية، تسمع بأنني قبضت أربعة آلاف دولار من القذافي. ما هذا؟ عبد الرحمن شلقم كتب مقالاً نُشر في «القدس العربي»، ذكر فيه أنني لم أستفد ولم تستفد جريدتي من نظام القذافي.

المصدر: الاخبار اللبنانية