الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

لقاء مع عميد الاسرى العرب السيد سمير القنطار



شكلت الندوة الدولية "حق الشعوب في المقاومة حالة الشعب الصحراوي" التي عقدت بالعاصمة الجزائرية مؤخرا، شكلت منبرا لمختلف الافكار و الشخصيات و الهيئات الدولية المساندة لحق الشعوب في المقاومة، و على هامش هذه الندوة، التقى موفد الاذاعة الوطنية الى هناك،

بعميد الاسرى العرب المحررين من سجون الاحتلال الاسرائيلي السيد سمير قنطار، و الذي اجرى معه الحوار التالي حول تجربته مع الاسر و و نهجه في المقاومة و موقفه من المقاومة الصحراوية.

ـ اجرى الحوار: ودادي السالك.

اهلا و سهلا بكم سيدي الكريم في ضيافة الاذاعة الوطنية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
اهلا بك تشرفنا.
بداية السيد سمير قنطار، و انت عميد الاسرى العرب المحررين من سجون الاحتلال الاسرائيلي.
لو تحدثنا عن حق المقاومة المشروع للشعوب المظلومة، كيف يمكن اعتبار الاعتقال في سبيل الوطن، عمقا لمقاومة الاحتلال؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اشكركم على هذه الاستضافة الطيبة، و هذه اول فرصة لي لاتحدث مع الشعب الصحراوي العزيز، في الحقيقة اود اولا ان اعرب عن تضامني الكامل مع قضية الشعب الصحراوي العادلة و اعتبر ان نضال هذا الشعب هو نضال عظيم و سيسجل في تاريخ نضال الشعوب العربية، كما اتذكر انني قرأت عن الشعب الصحراوي قبل ان اقع في الاسر ـ قبل سنة 1979ـ و قرأت كتاب يتحدث عن "الولي مصطفى السيد" مؤسس جبهة البوليساريو، و انا معجب بحماسة هذا الشعب و اصراره على انتزاع حقه، و انا اعتبر ان نضال الشعب الصحراوي يجب ان يحظى باهتمام اكبر لدى الشعوب العربية لانه نضال عادل، و كل من يؤمن بعدالة قضية فلسطين يجب ان لا يقل اهتمامه بعدالة قضية الصحراء الغربية و تحريرها من الهيمنة و الاحتلال المغربي.
و حول سؤالك، انا اقول ان كل انسان يقاتل و يقاوم في سبيل تحرير وطنه سيتعرض حتما للشهادة او الاسر لكن في النهاية هناك الكثيرون سيحظون بالحرية بعد اسره او استشهاده، و تجربتنا في المقاومة علمتنا ان ثمن الحرية غير محدود ـ فمهما دفعنا من اعمارنا و من دمائنا يبقى قليل ـ و انا اصبت برصاصات في جسدي و اوسرت و مكثت 30 سنة في السجن لكن كل هذا ثمن بسيط في سبيل حرية شعب و تحرير ارض.
ـ ما يقارب 30 سنة امضيتموها رهن الاعتقال في غياهب سجون الاحتلال الاسرائيلي.
ما هو سندكم في هذه المرحلة؟ ثم كيف كانت تنعكس حركة التضامن معكم على جوانبكم النفسية و الصحية؟؟.
اساسا يجب على الانسان ان يكن مؤمنا بانه يمثل شعب و قضية و اذا لم يكن مؤمن بذلك فسيصبح ضعيفا امام حجم التعذيب و الضغوطات التي يتعرض لها، و بالتالي عليه ان يكن راسخ الايمان بهذه العدالة، اذا كان كذلك فيستطيع ان يواجه السجان و الجلاد و العدو من منطلق انه يمثل قضية هو مقتنع بها امام ضعف اقتناع الطرف الاخر الذي يقابله بالقتل و الاطهاد و كل انواع التعذيب و الظلم دون تقديم ادنى حجة للاقناع، و بالتالي انت مطالب بان تبقى قويا و اذا ضعفت ستضعف القضية التي تمثلها، و هنا يجب ان تضعف الخصم.
ـ الاسر او الاعتقال وسيلة ربما تجربها الانظمة المحتلة لرضع عنفوان المقاومة و كسر ارادة المقاومين في التضحية،
انت كمقاوم زاولت الاثنين: الاعتقال و المقاومة، ماهو السجال الروحي و النفسي لمن يقع بين مد المقاومة و شد الاعتقال؟.
بين المقاومة و الاعتقال؟. انت تكن مقاوم و تعتقل لانك مقاوم و هنا تنتهي مرحلة من المقاومة لتبداء مرحلة من نوع اخر، لان المقاومة لا تتوقف و الاسر لا ينهي المقاومة، كنت تقاوم بالبندقية قبل الاسر و انت الان تقاوم بسلاح اخر: انها الارادة و العزم و الثبات و الايمان العميق، فهنا تاخذ المقاومة شكل اخر اكثر صعوبة، و العبرة انك عندما تتحرر يجب ان تواصل هذا الدرب و على هذا الطريق،
و انا شخصيا، الكثيرون قالوا لي " انت اسرت ثلاثين عاما يعني خلاص اذهب لترتاح بعد ان تحررت، قلت لهم اذا ذهبت فهذا يعني انني هزمت لانني عندما بدأت المقاومة كان هدفي تحرير فلسطين و حاولت الاسهام في عمل يؤدي في المستقبل الى انجاز هذا الهدف، و اليوم انا خرجت من الاسر الى الحرية و فلسطين مازالت محتلة فاذا انسحبت يعني ان مشروعي قد هزم" و بالتالي ممنوع الانسحاب، و انا مازلت في المقاومة و التشكيلات الجهادية في لبنان و اقوم بواجباتي بالكامل.
ـ طيب السيد سمير قنطار، ثلاثين سنة من الاعتقال هي بالتاكيد ثلاثين سنة من المعانات و من المواقف المتعددة،
ما هي اذن ابرز المواقف من يوميات الاعتقال و التي ستبقي راسختة في ذاكرة عميد الاسرى المحررين العرب؟؟.
الكثير من المواقف، فخلال مدة الاعتقال خضنا عدة اضرابات عن الطعام و حدثت مواجهات بيننا و بين السجّانين و قدمنا حوالي مئتي شهيد داخل الاسر كل شهيد من هؤلاء تبقى صورته في عقلي و ذاكرتي ذائما زاولنا ظروف قاسية جدا 30 سنة لم ار عائلتي، كل هذه المواقف فيها صعوبة و فيها قساوة لكن فيها كذلك عز و كرامة، لانني شعرت كم انا قوي في مواجهت عدوي.
ـ بالعودة الى موضوع حق الشعوب في المقاومة، انتم في المقاومة اللبنانية الفلسطينية او سمير قنطار شخصيا كمقاوم،
اين يقف من حق الشعب الصحراوي في المقاومة و الكفاح العادل لمواجهة الاحتلال المغربي من اجل الحرية؟؟.
حق الشعب الصحراوي في الحرية مطلب عادل و شرعي، و انا اتذكر في سبعينيات القرن الماضي عندما كانت قضية الشعب الصحراوي قضية تهم الراي العام اكثر بكثير من اليوم الحقيقة و لا اعلم لماذا حف هذا الاهتمام، و الشعب الصحراوي قدم شهداء و كافح بالبندقية و استطاع ان ينتزع اعتراف العالم و تاييد كل انسان يرفض الظلم، و انا اقول ان حرية الشعب الصحراوي لا تقل اهمية عن حرية اي شعب في العالم بما في ذلك شعب فلسطين و بالتالي انتزاع هذه الحرية هو حق للشعب الصحراوي، لان هذا الشعب قاوم الاستعمار الاسباني و حرر ارضه بمقاومته وحده، و لا يحق لدولة او لنظام عميل مثل النظام المغربي ان ياتي و يسلبه هذا الحق ـ حقه على ارضه التي حررها و دفع ثمنها دماء من أفضل و أهم و أعز ابنائه ـ و بالتالي انا اجدد التاكيد مرة اخرى على ان قضية الشعب الصحراوي هي قضية عادلة و يجب ان نساندها جميعا و لا نتركها.
ـ نتوقل الان في الحديث عن نضال الشعب الصحراوي عمقا، ففي سياق المعركة المصيرية لهذا الشعب من اجل الاستقلال،
ابناء الشعب الصحراوي خاصة بالجزء المحتل من الوطن، قدموا تجربة طويلة مع الاعتقال بمختلف اشكاله. و منهم من يقبع الان في هذه اللحظة رهن الاعتقال.
ماذا تقول لهؤلاء المعتقلين اعتبارا لعلاقتكم بنفس التجربة؟؟.
اقول للمعتقلين الصحراويين المفرج عنهم من سجون الاحتلال المغربي، اقول لهم يجب ان لا نكسر ابدا و يجب ان نواصل الدرب و الطريق و ان لا يضعوا الاعتقال و التعذيب يردعهم عن مواصلة المقاومة في سبيل تحرير ارضهم و بلادهم، بالعكس يجب ان تكن المقاومة حافزا لهم من اجل هذا الهدف و ممنوع ان يتراجعوا عن مواصلة طريق المقاومة.
و للمعتقلين الذين لا زالوا في سجون هذا النظام العميل الظالم ـ النظام المغربي ـ اقول لهم كما خرج رفاقكم الى الحرية و كما خرت أنا من سجون الاحتلال الاسرائيلي الى الحرية، اليوم القادم انشاء الله يوم حريتكم و سيوتوج بحرية شعبكم و ارضكم انشاء الله.
و اقول لكل المقاومين في العالم ليس امامنا خيار اخر كي نحقق اهدافنا كي نرفع الظلم عن شعوبنا و نحرر اراضينا، ليس امامنا خيار اخر سوى المقاومة.
اذن السيد سمير قنطار نختم هذا اللقاء الخاص بالحديث عن الكتاب الذي اصدرتموه مؤخرا تحت عنوان "قصة سمير قنطار" ما هي فصول هذه القصة؟؟ و ماذا عن الافاق؟.
هذا الكتاب في صورة مختصرة، يؤرخ لثلاثين سنة في الاسر، كل التجرية ابتدأ من عملية "نهارية" التي نفذتها في فلسطين المحتلة عام 1979، و انتهاءا بعملية "الرضوان" ـ عملية تحريري من الاسر ـ و بين العمليتين الكثير من التفاصيل حول مرحلة الأسر.
اما حول سؤالك عن الافاق، فأنا ماضي في المقاومة و عضو في المقاومة في لبنان و منخرط في التشكيلات الجهادية المقاتلة انتظر فقط الحرب القادمة مع هذا العدو الصهيوني لنكمل زاجبي انشاء الله.
في نهاية هذا اللقاء نشكرك السيد سمير القنطار عميد الاسرى العرب المحررين من سجون الاحتلال الاسرائيلي على قبولك الدعوة و المشاركة معنا.