الخميس، 21 أغسطس 2014

"فوبيا" الهجوم الجوي على المغرب



من الملفت للانتباه ان يشهد المغرب الذي لا يملك حدودا مع منطقة الساحل والصحراء ولا مع الدول التي تعرف عدم استقرار حالة "استنفار" كبير وشامل على خلفية هجوم جوي مرتقب على اراضيه, مما يجعل المرء يتساءل عن مبرر التصعيد وسر الخوف او "فوبيا" الهجوم الجوي على المغرب.
 

ان حالة التصعيد او الهيستيريا قد تكون محاولة لاحتواء "تململ" داخل الجيش بعد ان شاخت رجالات الثقة واقعدها المرض على غرار بناني وادريس بن عيسى،حيث بدأ الشباب داخل الجيش الذي لا يمكن تصوره خارج ما يعيشه المغرب من ازمات اقتصادية واجتماعية مزمنة وانقسامات سياسية وايديولوجية وحتى عقائدية يتحرك.
 
 
مثلما قد تكون بحسب المراقبين، محاولة لاستدرار العطف وخلق تبرير لفشله الذريع في الوفاء بالتزاماته الدولية سواء فيما يتعلق باحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ،او احترام التزاماته في مجال حقوق الانسان وغيرها من الالتزامات ليعرض نفسه كضحية للارهاب الدولي، لكن هذه المرة من خلال "تهديد" من نوع خاص ويعرض خدماته المجانية بعض ان استنفد الارض والعرض وبعد ان انفضحت تخريجات اكتشافه في كل مرة لشبكات ارهابية او خلايا نائمة لها وهلم جمرا .
 
 
واذا كان المغرب يريد فعلا ان يساهم في الامن العالمي ،بحسب هؤلاء لماذا لا يحد من تصديره للمخدرات التي بلغت خلال السنوات الاخيرة مستوى لم تصله من قبل في ظل تصنيفه دوليا كمصدر ومنتج يحتل الصدارة ،و كونه مصدر تمويل الارهاب وتهديد لاستقرار شعوب العالم وامنها. ثم لماذا لا يحد من استعماله المفضوح لورقة الهجرة السرية ولماذا لا يحترم دول الجوار .
 
 
ويبدو ان "الدوافع الحقيقية" من وراء هذا التصعيد "المفتعل" يكمن في لفت انتباه الشعب المغربي الشقيق عن وضعه الاقتصادي والاجتماعي المستفحل وانسداد الافق امامه بسبب الحرب المفتوحة على الجيران وتمادي المخزن في سياسته الفاشلة التي تفضي الى مزيد من ارتهان امكانيات المغرب وطاقاته بمحاولة افتعال عدو "وهمي والنفخ فيه".
 

نعم فان "مؤشر تهديدات" الامن القومي للدول التي تملك حدودا مع ما يعرف بمنطقة الساحل والصحراء ومع الدول التي تشهد عدم استقرار وانهيار نظام الدولة الذي تعيشه خصوصا بعد تاكيد هيمنة بعض الفصائل المتحاربة على طائرات حربية وانتشار كبير للاسلحة بمختلف الانواع والاحجام يفرض بحسب اكثر من مراقب " تامين حدودها ورفع حالة الاستنفار والترقب الى الحدود القصوى"،لكن مستوى الاستنفار الذي بلغ حد تحويل الحواضر المغربية الكبرى الى قواعد تحتوي على منصات للرادارات واطلاق صواريخ للدفاع الجوي في غياب تماس مع مناطق التوتر يطرح اكثر من علامة استفهام ويبرر التساؤلات والاستخلاصات السابقة.
 

وفي غياب "رؤية موضوعية" تدفع باتجاه معالجة الاشكاليات المزمنة التي يعاني منها الشعب المغربي والتحديات الماثلة امامه وعلى راسها احترامه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واحترامه لدول الجوار ليكون التوادد والتراحم وزرع الثقة بين الشعوب هو القاعدة الصلبة ،و سيظل نظام المخزن "يفتعل" الازمات مع الجيران ويلعب دور الضحية، لكن حبل الكذب قصير.

المصدر: واص