الجمعة، 9 سبتمبر 2016

ماذا جلب مخطط التسوية للصحراويين؟؟

بقلم لبات الصالح


منذ ايام مرت علينا الذكرة الخامسة و العشرين على توقيع مخطط التسوية الاممي الخاص بالصحراء الغربية، يومها فرحة الشعب الصحراوي ظناً منه ان كل السنوات التي قضاها في كفاحه اتت بثمارها و ان الصحراويين سيرجعون الى ارضهم تحت سيادتهم الوطنية ليكملو بناء دولتهم اليافعة، و لكن لم تأتي الايام للشعب الصحراوي بما كان ينتظر؛ و لم يكن ذلك إلا حيلة من النظام المغربي و المجتمع الدولي، لإسكات صوت بندقية المحارب الصحراوي و كسب الوقت؛ مادام الاحتلال ينعم بنهب ثروات الصحراويين.

وقعت الجبهة مخطط التسوية يومها بعد المساعي الاممية و الافريقية منذ 1988 الرامية إلى إيجاد حل سلمي للقضية، و بفعل عدت عوامل اقليمية و دولية، و حتى داخلية.حيث على الصعيد الداخلي كانت الفترة ما بين 1975 حتى 1983 تمثل فترة ازدهار انتصارات الجيش الوطني  على جبهتي الاعداء، إلا ان من 1983 حتى 1991 بدءت تلك الانتصارات تقل، و لا سيما بعد اكتمال بناء الجدار العازل المغربي في 1988، حيث تحولت كل المعارك إلى حرب استنزاف و لم يكن بإستطاعت المقاتلين الصحراويين استرجاع اي شبر من الاراضي المحتلة، و الحليف الرئيسي و الاستراتيجي الجزائر، يدخل لتوه اتون حرب على الارهاب، و الحليف العربي الاخر يتخلى عن الصحراويين في 1983، و تحول النظام العالمي من القطبية الثنائية إلى القطب الواحد؛ بإنهيار المعسكر الشرقي بالكامل و بقاء الساحة مفتوحة امام المعسكر الغربي. فلم يكن يومها امام الجبهة من خيار إلا الخوذ في مسلسل التسوية الاممي.

نستطيع ان نقول ان اكبر خطا ارتكبته الجبهة هو توقيعها على وقف اطلاق النار، و منحها إياه للحسن الثاني على ورق من بياض؛ بدون مقابل، و لماذا عندما فشلت المينورسو في اجراء استفتاء تقرير المصير و الشروع في المفاوضات بين طرفي النزاع، لم ترجع ايضاُ الجبهة لحمل السلاح؟؟؛ ألم يكن وقف اطلاق النار في مقابل اجراء عملية الاستفتاء، إذا ما لم ينفذ الاستفتاء فالرجوع إلى حمل السلاح هو البديل، و في حين ذلك؛ نشرع في المفاوضات مع الاحتلال للوصول الى حل، اخذين على سبيل المثال الثورة الجزائرية, حيث كان مقاتلي جيش التحرير الوطني الجزائري في خضم المعارك مع المستعمر الفرنسي؛ و المفاوضين عن الجانبين جلوس حول طاولة التفاوض (محادثات مولان، ايفيان الاولى، لوغران و ايفيان الثانية)، و توجت هذه المفاوضات عن وقف إطلاق النار، اقرار مرحلة انتقالية و إجراء استفتاء تقرير المصير.

بعد ربع قرن من دخولها في الصراع لم تأتي  الهيئة الاممية (مينورسو)، إلا بالمزيد من التعاسة و المماطلة للشعب الصحراوي، فلم تستطع ان تنظم استفتاء تقرير المصير، ولا الجبهة نجحة في ان تضيف إليها صفات البعثات الاممية الأخرى حول العالم، لكي تتوفر على صلاحيات تؤهلها لمراقبة حقوق الانسان، و بقت هيئة للتنسيق بين طرفي النزاع لا غير، حتى انها اجحفت على الجبهة مؤخراُ فبعد ما خرقت قواة الاحتلال الجدار و استوطنت في المنطقة المنزوعة السلاح (قندهار)، راسلت الجبهة الامم المتحدة محتجة على الخرق، و اجابة الامم المتحدة من خلال المتحدث باسم الامين العام بعدم وجود اي خرق مغربي لأتفاقية وقف اطلاق النار (...)؟؟، و بعدما تحركت الجبهة و ردت على المغرب بإنزال قواة صحراوية الى عين المكان، بدات الامم المتحدة تتكلم عن فشلها في اقناع اي من الطرفين بالعدول عن تواجده العسكري في المنطقة المنزوعة السلاح، بدون ان تشير إلى الطرف الذي بدا بالخرق، او تقوم بمحاولة ثنيه عن ذلك، و تعاطت مع الجانبين من على نفس المستوى، إذا هنا يكمن السؤال إلى متى هذا السكوت الصحراوي؟؟. و إلى متى سينتظر الصحراويين حل سلمي مادام المغرب يضرب بالقوانين الاممية عرض الحائط و يرفض الخوذ في المفاوضات بعدما كان بالامس؛ اثناء الحرب؛ يناجي الجبهة للتفاوض معه.

طيب الله اوقاتكم.