الاثنين، 6 فبراير 2012

دبلوماسية سويدية: قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار وتقرير مصير


أكدت السيدة تيريزا هايدن، مسؤولة قسم القانون الدولي في الخارجية السويدية، أن بلادها تعتبر قضية الصحراء الغربية حالة تصفية استعمار وتقرير مصير، وذلك في مداخلة لها يوم الجمعة باستوكهولم خلال نقاش حول القضية الصحراوية نظمته الشبيبة البرلمانية الأوروبية، التي تضم 35 جمعية شبانية في أنحاء أوروبا.

السيدة تيريزا هايدن، شاركت في النقاش رفقة ممثل جبهة البوليساريو بالسويد، عليين حبيب الكنتاوي، والوزير المستشار في السفارة الامريكية، ويليام ستيوارت، وإيريك هاغن، ممثلا عن المرصد الدولي للصحراء الغربية، ويانس هولمس، عضو البرلمان السويدي بحضور 200 شاب وشابة.

وقالت المسؤولة السويدية أن حكومة بلادها كانت دائمة واضحة بأن موقفها من النزاع مبني على احترام القانون الدولي، وأن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار وحق شعب في تقرير المصير، وهذا، تضيف السيدة تيريزا يفسر تصويت الحكومة السويدية ضد أي اتفاق اقتصادي يجمع المغرب والإتحاد الأوروبي ولا يستثني الصحراء الغربية منه أو لا يحترم إرادة شعب هذا البلد المحتل.

كما أشارت المسؤولة السويدية إلى أن هناك حاجة حقيقية لأن تتدخل بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية أكثر لمراقبة وحماية حقوق الإنسان في المناطق المحتلة.

من جهة أخرى، كان هذا الموقف هو نفس ما عبر عنه البرلماني السويدي، يانس هولمس، الذي زاد عليه بدعوة بلاده لبذل المزيد من الجهود في الدفاع العلني عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.

وكانت الشبيبة البرلمانية الأوروبية قد اختارت تنظيم هذا النقاش حول القضية الصحراوية يوم الجمعة بستوكهولم، في إطار الأنشطة التثقيفية التي تنظمها للشباب الأوروبي على هامش جمعها الخامس، وبمشاركة دبلوماسيين ومختصين، والممثل الصحراوي في السويد، عليين حبيب الكنتاوي.

واختارت المنظمة هذه السنة مناقشة قضية الصحراء الغربية، حقوق الإنسان، وآفاق الحل، بالإضافة إلى سبل تمكين الإتحاد الأوروبي من الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب وفي نفس الوقت احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

وافتتح النقاش، الذي حضره 200 شاب وشابة، بلمحة تاريخية عن القضية الصحراوية قدمتها منشطة اللقاء، إليزابيث لوفغرين، السكرتيرة الإعلامية في منظمة العفو الدولية بالسويد، اتبعت بسؤال لكل واحد من المحاضرين لفتح المداخلات، قبل أن تعطى فرصة للقاعة لطرح الأسئلة على مدار ساعة من الزمن.

ومن جملة الخلاصات التي طرحها المحاضرون هو أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار وحق شعب في تقرير المصير المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وفي كل المعاهدات الدولية، وفي الرأي الإستشاري لمحكمة العدل الدولية، والإتحاد الإفريقي.

كما تناول المحاضرون التأثيرات السلبية للنزاع في الصحراء الغربية ولمستقبل الحل إذا ما استمرت أوروبا في منح المغرب شراكة متقدمة وفي توقيع الإتفاقيات التجارية معه على حساب ثروات الصحراء الغربية ومصير أهلها.

كما تم استخلاص خطورة استمرار الوضع الحالي، الذي رأى المشاركون أنه لن يفيد إلا في دفع المنطقة للعنف مما سيتسبب في زعزعة استقرار المنطقة غير المستقر اصلا بسبب الأحداث الجارية في عدد من بلدان شمال إفريقيا ودول الساحل، وهو ما سيؤثر على دول أوروبا.

من جهة أخرى أكد اللقاء استحالة النجاح في التقدم في بناء الإتحاد المغاربي دون حل النزاع في الصحراء الغربية، مما يعني ضرورة الضغط على المغرب لإيجاد حل عادل ودائم للنزاع، علما أن كل ما هو مطلوب هو تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير.

كما اشار المحاضرون إلى ضرورة فرض احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، معتبرين أن الأمم المتحدة تتحمل مسؤولية أساسية في لعب هذا الدور عن طريق بعثتها على الأرض