بقلم: أبا محمد السالك.
أثارت أحداث العيون الاخيرة حديث الرأي العام الصحراوي ليس
في المخيمات فحسب , بل في المناطق المحتلة وحتى هنا في المهجر , الكل
يتسأل عما حدث بالضبط خاصة وأن العدو إستثمر في الاحداث وهولها وصورها على
أنها أحداث دامية , لا أحد صدق رواية ” الرحيبة ” وأكاذيبها المتكررة , لكن
لا أحد أيضا عرف ما جرى بالضبط قبل أن تعمم أمانة الفروع ” مشكورة ” بيانا
توضح فيه ما جرى حسب الرواية الرسمية .
أمانة الفروع قالت ،،إن المواطن حاول الإستلاء على قطعة أرض
تقع في دائرة الملك العام والبناء فيها …،، لكنها لم تقل لنا ماهي حدود
دائرة الملك العام خاصة أن الصورة التي رافقت الخبر توضح أن المحل يقع
بالقرب من منزل المواطن, ثم ـ وقد أكون مخطئ لا أتذكر أن هناك قانونا
ينظم الامتداد الجغرافي للبلديات والدوائر ولا حتى الولايات وكل ما أتذكره
أنه عندما يحاول أحدهم الاحتجاج يقال له لا تحتج في أرض الغير ومن هنا فإن
الارض التي حاول هذا المواطن البناء فيها هي نفسها أرض الغير …
بيان أمانة الفروع قال إن المواطن تمت إحالته على النيابة
العامة التي اوقفته بعد أن تم إستنفاذ كل الطرق السلمية ,جميل جدا, يتم
توقيف مواطن لسبب بسيط كهذا ولا يفعل المثل مع عصابات المجرمين الذين
أرقوا المواطنات بالسرقة , لا يفعل المثل أيضا مع عصابات الملثمين الذين
يخدمونا العدو ويطلون علينا كل ليلة يجولون ويصولون و عيون القوة العمومية
عنهم غافلة …
الامر لا يفعل أيضا مع أبطال الفضيحة التي هزت الرأي العام
والمتعلقة بعملية الاحتيال في المؤسسة العسكرية , قرأنا في وسائل الاعلام
أنه تمت إقالة مسؤولين على خلفية العملية , لكن الم يكن الاجدر أن يتم
إعتقالهم بالسرعة التي تم بها إعتقال المواطن البسيط ؟, ثم الم يكن الاجدر
بأمانة الفروع أو الجهة المعنية بالامر أن تصدر بيانا تشرح فيه للرأي
العام حقيقة ما جرى ؟ أما أن الرأي العام لم يبدي إستيائه مما حدث ؟؟
لقد قرأنا أن عملية الاحتيال تمت بمساعدة من موظفين رسميين من
ولاية العيون ونحن بإنتظار أن يحاسب هؤلاء أيضا الى جانب كل المتورطين .
بيان أمانة الفروع قال إن بعض الاشخاص هاجموا بعض الممتلكات
العامة وهذا سلوك سلبي وغير حضاري وقد أثار إستياء مواطني الولاية , هذا
صحيح ويجب على العدالة أن تأخذ مسارها لأن المؤسسات هي ملك للشعب وليست
للأشخاص ويجب أن يحاسب كل من يمس من هيبة الدولة وسمعتها ولكن كنا نتمنى
أيضا أن ينقل لنا البيان إستياء مواطني الولاية من بعض التصرفات لسلطاتها
والتي تثير تذمر المواطن أيضا …
مواطنو الولاية يثير إستيائهم أيضا الفساد وإستغلال المناصب
والتفاضل بينهم وضعف البرامج الاجتماعية وعدم التكافؤ في الفرص, كلها أشياء
تثير إستائهم ويرجون لها حلول …
ما نتمناه أن تغلب الحكمة وأن لا نمنح العدو أية فرصة
يتحينها ويجب أن نعلم أن الظرف حساس وسياسة الكيل بمكيالين لا تزيد الوضع
الا تأزما .