الأحد، 25 أغسطس 2013

تحقيق يكشف تفاصيل جديدة عن أسود أكديم إيزيك

 تحقيق من داخل سجن سلا المغربي لشبكة ميزرات يكشف تفاصيل جديدة عن أسود ملحمة اكديم إيزيك، أسفله التفاصيل التي نشرتها شبكة ميزرات.
a
لنصل الى سجن سلا الرهيب ليس من السهل فالمسافة السفر قد تصل يوما كاملا، فمن يفكر من عائلاتهم البطلة لا ينامون الليل وهم يجهزون أنفسهم ، الرحله شاقه وطويلة يقضونها من حافلة لأخرى ، ومن محطة للتالية ومن نقطة تفتيش إلى غيرها ، يحملون بين أيديهم بعض الحاجيات الخاصة بالمعتقل من صور لطفله الذي قد لا يكون رآه .

وصل طاقم الشبكة فجر يوما حار من رمضان المعظم الى الرباط العاصمة كان لابد من زيارة منازل عائلات الاسود التي ليست بعيده عن السجن وجدنا شابين صحراويين يحق لنا ان نقول لهم طوبا لكما و لصبركما ويتعلق الامر بالرفيقين منصور المشظوفي شقيق الأسد البطل التاقي المشطوفي المفرج عنهم مؤخرا، وبراهيم الوردي من عائلة الأسد البطل حسن الداه المحكوم عليه بــ ـ 30 سنة سجنا نافذا ..

منزل متواضع تزين جدرانه صور المعتقليين ومحلمة اكديم ايزيك التاريخية فرشه قديم وتلفازه من الحجم الصغير وكتابة القرآن على ألواح في كل زاوية  أملاً و  ثباتاً وصموداً وتحدياً هناك.
b

كانت الساعة تقترب من الواحدة زولا فعلينا التوجه الى السجن على وجه السرعة فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك والتأخر قد  يحرمك من الزيارة  وبالتالي يحرمك من أجر عظيم.


رحلة الزيارة أو طريق الذل كما يطيب للأهل تسميتها ، رحلة فيها من المعاناة أشكالاً وألواناً ، ولا يمكن لأحد أن يتصور ذل الزيارة أو الإهانة التي يتعرض لها أهل الأسد أثناء ذهابهم لزيارة ولدهم او ابنهم او شقيقهم ، في حال السماح لهم بالزيارة من الأصل.

بطاقة التعريف  والتدقيق في صورة الشخص والكشف في الارشيف والتحقيق من الهوية وتفتيش الأمتعة وغيرها من الإجراءات التعسفية التي تتخذها مصلحة السجون أو جهاز المخابرات المغربية حيث يتم إبلاغ مدير السجن بأسماء من يسمح لهم بالزيارة ، ومن خلالها يسمح لذوي الأسود بالمرور عبرالحواجز 
c

وتعطى هذه التصاريح للأقارب من الدرجة الأولى الأم والأب والزوجة والإبن ، وغيرهم ممن اتخذت في حقهم تلك الإجراءات.

في تجاهنا الى  ساحة لقاء الأحبة لاحظنا أن عائلات الاسود لا تنتظر كما ينتظر مئات عائلات معتقلي “الحق العام” او “السلفية الجهادية ” وهذه ليست صدقة جارية من إدارة السجون المغربية للصحراويين وانما تضحيات ابنائهم الجسام التي لابد للتاريخ ان يكتب عنهم بحروفا من ذهب.

عندما تبتهج الوجوه بلقاء من لهم الوجدان يسر تكفي الابتسامة في التعبير عن ما يذخر القلب من غلا و حب لهم و في بعض الأوقات تسبق الابتسامات دمعه الفرح تلكم عفوا الدمـــــــــوع التي ميزت اللقاء كان بطلها الشاب الحنون الناطق الرسمي بإسم شبكة ميزرات الإعلامية الإلكترونية الذي قال في حقه الاسد بنكا الشيخ : « لا تبكي ايها البطل فالصحراء الغربية فخورة بك و بأمثالك …فصوتك المجلجل الهادر هو أملنا هو ونيسنا هو نور الشمس الساطع هو ذلك التعليق الثابت الذي ننتظره عند خروجنا مرفوعي الرأس فلا بد أن يستجيب القدر ‏ ».
وجدنا أغلب أسود اكديــم إيزيكــــــ  يرتدون الزيّ الصحراوي التقليدي الاصيل “الدراعة”   إلا أربعة منهم لم يحـالفـنـا الحظ في ذلك و يتعلق الأمر بــ : «  الأسير الصحراوي محمد خونا بابيت المحكوم عليه بــ 25 سنة حبسا مع أداء الصائر و الأسير الصحراوي البشير خدا المحكوم عليه بــ 20 سنة حبسا مع أداء الصائر و الأسير الصحراوي محمد التهليل المحكوم عليه  بــ 20 سنة حبسا مع أداء الصائر   الأسير الصحراوي محمد باني المحكوم عليه  بــالمؤبد حضوريا ».
d

ألتقينا في بُهُو قاعة نساء صحراويات  حديديات من مختلف الأعمار تتقدمهم المناضلة  مينا ابـا عـلــي زوجة المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان “حسنا ادويهي”  التي كانت إلى جانب زميلاتها ثابتات كاوتاد الارض الشامخات لا تثنيهن نوازل الدهر ولا المصيبات.

 ألتقينا الأسير البطل النعمة الأسفاري يرتدي نظارات ويوجه لنا كلمات ستبقى بكل تأكيد من الخالدات ذكرنا بالسيّد المجاهد عُمر بن مختار أسد الصحراء، أوصانا  بوصايا الوحدة الوطنية  قائلاً، فلتكن الوحدة هدفاً ووسيلة ، وللتكاتف الجهود الوطنية على الساحة الصحراوية لتحقيق الهدف المنشود ، ذكرنا حقا بقصيدة عن الوطن، وطني اُحِبُكَ لابديل أتريدُ من قولي دليل سيضلُ حُبك في دمي لا لن أحيد ولن أميل سيضلُ ذِكرُكَ في فمي ووصيتي في كل جيل حُبُ الوطن ليسَ إدعاء حُبُ الوطن عملٌ ثقيل.
ألتقينا الأسد البطل الصحراوي عبد الجليل لعروصي قمة في الادب والتواضع والاحترام، وطنية راسخة لا تحيد ولا تساوم ، قال لنا استمروا في جهادكم ونضالكم فالمعركة طويلة والنصر قريب ذكرنا بكلمات آلاء عبد الغني في مقال له حروف على جبهة النضال …لوطن هو حيث تشرق الشمس كل صباح لتقرع أبواب الحياة، وبعيداً عن الوطن تقبع الإنسانية جمعاء في ظل الشمس، تحلم بعودتها، وتناضل من أجل شروقها مرة أخرى، وقيمة الأوطان لا يدركها إلا من فارقها قسراً، واقتلع من بيته وأرضه، ليجد نفسه مشرداً على قارعة طريق لا تبدو له نهاية.
 ألتقينا الأسد  الصحراوي البطل عبد الله الخفاوني شجاعاً كما تركناه في فجر في الـ 8 نوفمبر 2010 ، تذكــّرنا من خلاله مخيم اكديم ايزيك، تأملنا في عيــنــيه فقرائنا قصيدة (أزهار من جهنم)، التي قال فيها  الشاعر راشد حسين التي يصف فيها معاناة شعبه في الخيام قائلاً:
في الخيام السود، في الأغلال، في ظلّ جهنم
ســجنوا شـــعبي وأوصـــــَوْه بــألّا يــتـــكلــمْ
هدّدوه بسِياط الــجـنــد، بالـــــموت الــمــحتم
أو بقـــطع اللقـــمة النَّتنة، إن يــومــاً تــألــمْ
ومــضَــوْا عــنه وقـالوا عشْ سعيداً في جهنمْ

 ألتقينا الأسد البطل الصحراوي الحسين الزاوي، يـعرف معنــى الـشـــجاعة و البـطولة و الفــداء  والاستبسال والاقدام، تذكرنا حقا ولايات مخيم اكديم ايزيك المدنية عبر تنظيمها المحكم تذكرنا ديبلوماسته الصلبة مع العدو المغربي باعتباره عضو لجنة الحوار عن مخيم أكديم إزيك فالتاريخ سيشهد له انه لم  يفرط أو يخون.
 

 ألتقينا الأسد الصحراوي البطل أحمد السباعي رجلا عظيما، الحكم بالمؤبد حضوريا،  لم يزده إلا قوة وشدة و إصراراًعلى مقاومة تليق  بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أوصانا بوضع يدا بيد لنكون خير خلف لخير سلف .
ألتقينا الأسد الصحراوي البطل محمد البشير بوتنكيزة فكانت رسالته قصيرة لكنها وجيهة فقد طلب منا العمل على تأجيج إنتفاضة الإستقلال السلمية المباركة  والعمل على قدم وساق لإنهاء معاناة المعتقلين والإفراج عنهم دون قيد أو شرط. 
ألتقينا الأسد الصحراوي البطل إبراهيم الإسماعيلي، كان كل مرة يسأل عن رفاق دربه وعلى رأسهم الناشط الصحراوي البلال محمد المقيم بمدينة أكادير المغربية، كان كذلك في كل مرة يسأل عن أبطال انتفاضة الاستقلال بالعيون المحتلة .
ألتقينا الأسد الصحراوي البطل سيدي عبد الله ابهاه، فالرجل لا تفارقه قصيدة تقدموا تقدموا ! كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم تقدموا يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم تقدموا بناقلات جندكم وراجمات حقدكم وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا لن تكسروا أعماقنا لن تهزموا أشواقنا…
ألتقينا الأسد الصحراوي البطل سيدي أحمد لمجيد ، يَتحدّث بِثقة عنْ الوفاء لساقية الحمراء ووادي الذهب، يقول لنا لا تهنوا ولا تحزنوا فأنتم الأعلى، يخاطبنا بهدوء فكما يعلم الجميع فهو رئيس لجنة دعم مخطط التسوية الأممي وحماية الثروات الطبيعية بالصحراء الغربية ، طبعا كان النقاش حول النهب المغربي الواسع لمواردنا الوطنية الطبيعة وكيفية الحد منه.
 

ألتقينا الأسد البطل الصحراوي بنكا الشيخ،  كاتبا وشاعرا قبل ان يكون ناشط حقوقيا او معتقلا سياسيا  وجدناه شاباً شهماً شجاعاً خفيض الصوت وفيّاً لأهله وأخوته وأصدقائه ومعارفه أدركنا من خلال كلماته أن الوطن تميته الدموع وتحييه تلك الكلمات، لذلك أراد أن يفصّل بحروفه قصائد على مقاس جرحه، علّه يوقف نزفه، ويحدّ من امتدادات وجعه، التي تخترق أعماق أعماقه، لكن جرح الوطن أكبر من أن يسكّن وجعه الحرف، أو يمتصّ نزفه الورق.
ألتقينا الأسد البطل الصحراوي الداه حسن، يرتي زيا جميلا ألوانه على شكل علما صحراويا، يلفه لثام صحراوي اسود، ذكرنا جميعا بأمجاد وبطولات حسن الداه في انتفاضة الاستقلال المباركة بأزقة حي معطلى الصامد، كان الشاب وسيما ومع ذلك شجاعًا لا تخيفه الأحكام ولا أسوار السجن الرهيب.

ألتقينا الأسد البطل الصحراوي محمد بوريال، مثقفا واعيا متعلما، يعرف زمان ومكان الحديث، ثقة بالنفس عالية ، فمحمد بوريال تلاحم مع الأرض، وانصهر في عشقها، حتى أصبح جزءاً لا يتجزأ عنها، فهي حبيبته غازلها بعد ان حكم عليه القاضي العسكري بــ 30 سنة حبسا مع أداء الصائر  فقال لها لا تحزني وصبّري فنحن قادمون لكي.

ألتقينا الأسد البطل الصحراوي البكاي العرابي، وهو يعانق زهرتيه الجميلتين أميرة البكاي من مواليد 2009 وغاليتي البكاي من مواليد 2005 ، فوصيته لا تُفَارِقُهمَا ابدا حب الوطن من الإيمان ، فالرجل حكيم يناضل من أجل حريته و حرية رفاقه الأبطال. لن ننسى أبداً أن ابنته أميرة قالت لنا أين هو يوم الوعيد؟ أين هو اليوم الذي تُصهر فيه قضبان الحديد؟! عار عليكم، وأبي قابع خلف قضبان الحديد…!!

ألتقينا  الأسد البطل الصحراوي عبد الله التوبالي، مناضلا فذا ووطنيا غيورا على شعبه وأرضه سألنا عن الجميع  إلا من خان العهد وباع الوطن وقتل الشعب .

ألتقينا الأسد البطل الصحراوي الديش الضافي، عيون لا تزال تبصر الساقية والوادي  من خلف الأصوار يبقى الأمل علامة يعلق عليها الديش آخر وصاياه.

ألتقينا الأسد البطل الصحراويمحمد لمين هدي، شاب ملتزم، بدين الله وطاعته وعدم معصيته ومحاولا ارضاءه دائما لقد تعلمنا الكثير منه فكان لنا المرشد المحترم .

ألتقينا الأسد البطل الصحراوي محمد أمبارك الفقير ، رجلا كريما  شجاعا ،فلن ننسى أبداً  خطابه من الجزائر عندما كان ضمن وفد حقوقي حيث اعلن في تصريح تاريخي له ان العيون المحتلة مقبلة على نزوح جماعي وبالفعل تحقق كلامه على ارض اكديم ايزيك الطاهرة حدثنا عن معنويات الأسود المرتفعة من داخل سجن سلا الرهيب.
المصدر: شبكة ميزرات