السبت، 17 ديسمبر 2011

قراءة في مداخلة الاخ البشير مصطفى في المؤتمر13


ابراهيم احمد
البشير مصطفى السيد (1976-1992) حياة الرجل السياسية التي مهما كان الاختلاف حوله من ما له وما عليه، يجمع عليه بانه الرجل ذوي القدرة الفائقة في التحليل والجرأة على المبادرة ، وحدة الذكاء وقد اتسمت الفترة التي كان عنها مسؤولا بالمتابعة والمحاسبة والمراقبة وتقوية مؤسسات الدولة.
البشير مصطفى من 1992 الى غاية المؤتمر13 ساد حياة الرجل السياسية رتونا من التريث والاخذ والرد في المؤتمرات السابقة ريثما يوجد تغييرا شاملا للواقع ، كان صريحا في كل تدخلاته بإنزاله اللوم على نفسه ليكون مثال قدوة للاخرين من اجل التقويم في المؤتمرات الماضية رغم ¨فيتو الوقت 5 دقائق¨ التي لاتكفي مواطن عادي لنقل فكرة واحدة ولاسيما رجل دولة كان مسؤولا عن كل ملفاتها.
الضربة الاستباقية:
يبدو ان الرجل توجه الى المؤتمر خائب الامل ، يائس ، متشائم ، بجعبته انعزال السياسة ، وقد استبشرنا خيرا حين رأيناه يجلس يسار الرئيس على غير المأهول له سابقا في المؤتمر ، قد تبين انها جلسة الوداع من خلال مداخلته التي نقرأ منها الرسائل التالية:
- الاعتذار للذين منحوه ثقتهم في المؤتمر الماضي.
- يمكن الاستغناء عن الحرس القديم بما فيهم البشير نفسه من خلال تعيين رئاسة المؤتمر ، فسابق بتقديم استقالته عن تحمل اية مسؤولية.
- نموذج رئاسة المؤتمر الذي لا يتماشى وتطلعات الشعب بل ان البعض منهم مذموم (متى يستقيم الظل والعود اعوج) .
- التلاعب بمصير الشعب (وإل فيدو شي إيعدلو ، أح اعليكم).
- ان قرارات المؤتمر معدة سابقا وما المؤتمر الا جولة سياحية لتبديل الجو وتجديد المباعية لمن ¨هو ابوكم لاهي يوكلكم¨.
- اثني الرجل على الولى كنموذج في القدوة الحسنة في التسيير الجماعي والاعتماد على مبدأ التشاور والتناصح والتقييم الجماعي في المصير المشترك الغير قابل للتفرد ، في ظل وحدة وطنية رافعة رؤوس كل الصحراويين جامعة لشملهم انذاك .
- وضع الرجل المؤتمرين امام خيارين : اما انتخاب قيادة جماعية تنتخب هي من بين اعضائها مسؤولا، يفرض عليه الرجوع للتشاور والقرار الجماعي في اطار الجماعة، واما انتخاب فرد واحد لايختفي وراء المسؤولية الجماعية التي لا قرار لها ولا استشارة ( ذريعة الامانة) التي شهد الواقع على تغييبها من كل قررات المصير.
- الرجل كان ذكيا جدا بمعرفته لضعف نضج المؤتمرين، وتمصلح البعض من هذا الواقع السائد وتأكده من ان دار لقمان ستبقى على حالها وعدم وجود الرغبة في التغيير وان السلطة اتخذ كل الاجراءات لضمان استنساخ كل مؤتمراتها الماضية بتبديل فقط التاربخ ، ببدء تعيين لجنة التحضير الى تعيين رئاسة المؤتمر، محرضا على اعاد تجديد الثيقة في شخص محمد عبد العزيز ليس اكراما له وانما خيار ( سارح أمالف) ، والاستسلام لامر الواقع.
- ظلامية الواقع وانسداد الآفاق وترك المصير مفتوحا لكل التوقعات لا قدر الله حتى النهاية ¨الفشل ¨ جعلت الرجل الذكي ان ينأ بنفسه عن تحمل اية مسؤولية قادمة ، وقد تلمس خطورة الوضع من خلال اثارته لعواطف المؤتمرين بالمصير، وروح الولي ، حتى كادت المداخلة ان تتحول الى خطبة جمعة للقاء الله والموت المحتوم، وقبل ان تندموا على العاقبة ، قوموا ، وحاسبوا ، وافرضوا ، وقولوا اعملوا حتى يرى الشعب والقضية عملكم.
وشكرا