الخميس، 14 أغسطس 2014

مخيم الجريفية بين حنين الماضي وظواهر الحاضر





مخيم الجريفية بين حنين الماضي وظواهر الحاضر كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزل هي لحمادة بسحرها الخفي وبشمسها الحارقة صيفاً والدافئة شتاءً وبقمرها الصافي ونجومها المتناثرة في سماءٍ يخلو من حركة الملاحة الجوية لا ترئ في يومه الطويل سوئ طلعات تقوم بها الغربان علئ علو منخفض تداعب بها قمم الكثبان الرملية المحاذية للمخيم.
في صباحه الباكر يستيقظ المخيم الهادي علئ أصوات شاحنة النظافة تجول أطرافه الشمالية وبها عمال يصرخون ....الكبااااا الكبا ....ممزوج مع صوت صافرات المدارس بينما تبدا أولئ حركاته بمجموعة من الاطفال يهرولون بأتجاه مدارسهم , لتبدئ الحياة في مخيمٍ إسمه الجريفية أجراس تقليدية و خلايا تنظيمية وعريفات من طراز رفيع هم من يصنعون الاحداث داخل المخيم المهرجان و الدراسة و الحملة والنظافة هم العنوان الأبرز في المخيم الهادي غرب ولاية الداخلة . لم تؤثر الحركة الدائمة لسيارات مزرعة الجيش المجاورة ومركز أسرئ الحرب علئ هدؤ مخيم الجريفية المتمسك بكثبانه الرملية و أباره العذبة الشهيرة كتمسكه بثوابت الثورة أو الجبهة أو النظام كما هو معهود هناك.

لكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقال فـالجريفية الهادئة و المنظمة علئ أربعة أحياء يتربع مقر الدائرة و المتجر والتربية بينهم علئ أرض تختلف جغرافياً كما يعرف سكانها أصبحت من الماضي, هاجر من هاجر من أبناء و بنات المخيم و تناثرت الخيم علئ ربوع -الرك- ف أختلطت الاحياء و أستبدلت بالبلديات حديثاً و فشل تنظيم 
الصفوف للخيم لتنظيم المخيم و رحل ذاك الهدؤ المعهود ...

لتتحول دائرة الجريفية كباقي دوائر ولاية الداخلة إلئ صفة جديدة هي صفة مخيم للأجئين في القرن الواحد و العشرين .. صخب و ضجيج و غزُو لحضارة الغرب لمجتمع البيظان و إنسلاخ يؤلم الشاهد عن الثقافة الصحراوية الأصيلة و مبادئ الدين و فوضئ تشمئز منها النفوس لأ شئ يذكرك بماضٍ جميل عشته بين تلك الربوع لأ صوت يعلو علئ أصوات هجيج محركات السيارات و لا مشهد بهي يذكرك بحملات النظافة و جمع الطلبة و زغاريد نسوة حرائر كسرو صمت لحمادة ذات يوم ...

تتألم عند رؤية أشخاص عرفتهم في زمن كان لقولهم و لفعلهم صدئ كنت تشاهدهم في صباح الباكر و في المساء يجوبون المخيم و يشرفون علئ سيره , يحرسون الأبار و يخدمون القضية بكل آمانة و صدق . تراهم اليوم ياللاسف منسيون بين خيمهم المتواضعة بينما تعمل الأيام علئ محوي سجلهم التاريخي المجيد في ظل زمن ضاعَ في التاريخ و ركدة الأجيال نحوئ صراب الحداثة في غفلةٍ منها عن الكتابة و التأليف.

لا شيء سيعجبك إن كنت صاحب ذكريات جميلة و طفولة بريئة بين تلك الكثبان و التلال فلكل شربَ من كاس الحضارة و التقدم الزائف و أصبح بأمكاننا تسميته هذا الواقع المر يوميات مخيم للاجئين في القرن الواحد و العشرين.