الاثنين، 18 أغسطس 2014

خواطر سائر على الجرب: مصيبة نخبة .....


الشباب هو غصن الامة الطري وشجرتها الوافرة التي يستظل بظلها كل ما شعر بالتعب و انهكه المسير ووهن عظمه . هو ملتجى الدول وراس مالها وذخيرتها الحية لبنائها وتمكين دعائمها وتمتين لبناتها. لذلك احتسبت ثروة غير نابضة تتكي وتتكل عليها الدول في استثمارها مستقبليا واستغلالها فيما ينفعها لما يتمتع به من قوة وارادة. وكذالك حال الثورات التي دوما يفجرها شباب ويقودها شباب بحنكةوتوجيه الشيوخ وذوي الخبرة والحكمة على غرار الثورة الصحراوية فجل مفجريها لم تينع ذقونهم شعرا ولم تكتمل ادراسهم عقلا. لايزالون في ريعان شبابهم. لكن حركتهم المسؤولية والقناعة واوقدت شعلتهم العزيمة والاصرار في تخليص شعبهم من براثن الظلم ومخالب الاستعمار المتكالب. وقد ادركت الثورة اهمية الشباب ووعيه فبذلت كل مابوسعها لتعليمه وتثقيفه والرفع من مستواه. لانها تعلم علم اليقين انه سلاح ذو حدين وقنبلة قابلة لانفجار اذا لم نحسن التعامل معها وكيفية اطلاقها نحو الهدف. ويحسب لها ذالك وللشعب كله ان جعلت جل الشباب متعلم ان لم يكن مثقف. لكن وبعد ان صاب المسار سمسار الوهن والتخبط ومراوحة المكان في السير الى الامان وانتشرت القبيلة والمحسوبية انتشار النار في الهشيم. كان لزاما على الطلبة والمثقفين ان يقودوا عجلة الاصلاح وارجاع المجتمع الى قيم الفلاح وشيم الصلاح التي كانو ا عليها قبل تفشيها. لكن صدمنا قهرا وقسمنا ظهرا حينما اصبحت هذه الفئة اكثرها فتكا وتمسكا وحقنا لهذا الداء والوباء السام والقاتل واصبحوا يعينون ويجتمعون ويتخذون الحمية للقبلية اكثر من المناقبية. وخز بالضمير ان نجد الوعي والثقافة وتوسم الاصلاح والتغيير ينغلب الى تعصب وتغرير وحتى تغريد خارج سرب الواجب والعهد ودرب التحرير. وتذكروا جيدا قبل اي استحقاق او الهرولة الى منصب وهمي ان الشرف هو خدمة الجماهير لا صناعة رصاصة القتل والتفكك والتدمير. وان هذا الشعب الباسل الصبور له حق وجميل ودين تردوه له فهو من تكفل وتحمل وصبر على تنشئتكم وتربيتكم وتعليمكم حتى وصلتم الى ماوصلتم اليه واتمنى الا تكون الشهادات الورقية شهادات للوفاة الضميرية والعقلية. ودمتم جميعا في خدمت الوطن ودرب التحرير