الثلاثاء، 26 أغسطس 2014

"متنبي موريتانيا" يكتب.. ذكرى أول لقاء مع القذافي والولي مصطفى السيد (ج1)


بقلم: ناجي محمد الإمام 


الرحلة الجوية الأولى
بعد مرور سنة ونيف على وجودي لأول مرة (ابريل1974) في عاصمة بلادي نواكشوط ، اندمجتُ ،قاعديًّا بحكم السن، في العمل الحركي القومي أثناء عملية سياسية كبرى عاشت البلاد خلالها اندماج الحركات المعارضة الاساسية الماركسية و الناصرية و البعثية في الحزب الحاكم و هيئاته.
وقد كان صراعها فيما بينها محتدماً للاستحواذ على النصيب الأوفر من المناصب و المواقع داخلَ أجهزة الدولة و الحزب الذي كان يهيئ لمؤتمره الرابع باعتباره موعد الخيارات الكبرى وتوضيح خطه "التقدمي الإسلامي الإشتراكي" كما حدده الميثاق فيما بعد(أغشـت 1975).
في هذه الفترة الفارقة كنتُ على موعد مع حدث فارق بالنسبة لحَدَثٍ مثلي، حيث انتدبتْ مجموعة من شباب و شابات "مركز إنعاش و تهذيب الشباب بحزب الشعب الموريتاني" وكنت من بينهم، للمشاركة في "المهرجان الثاني للشباب العربي " الذي كان مقررا بطرابلس /ليبيا (يوليو1975) و هي أول مشاركة موريتانية في مثل هذه التظاهرة التي ينظمها سنويا مجلس وزراء الشباب العرب بالجامعة العربية.
وإذا عرفنا أن تلك الحقبة كانت عقد استقطاب عربي و عالمي حاد بين المعسكرين ــ و أنها تميزت بانتصارات عظيمة لحركات التحرر الوطني في الهند الصينية و إفريقيا، وجرى خلالها تأميم الثروات النفطية ودارت رحى حرب رمضان المجيدة ،و تجدد ت حركة عدم الانحياز بزعامة الراحل الكبير هواري بومدين الذي كان أقرب أشقاء و حلفاء موريتانيا و قيادتها المنخرطة قلبا و قالبا في المطالبة بالصحراء باعتبارها جــزءً لا يتجزأُ من موريتانيا حسب أقوال المرحوم المؤسس (إن موريتانيا تمتد من الساقية الحمراء إلى شواطئ نهر السنغال و من أزواد إلى المحيط الاطلسي )ــ أدركنا خطورة و أهمية النقاشات و التوصيات التي تصدر عن مثل هذا المؤتمر العربي الجامع .
و لأن من ميزات ذلك العهد حكمة قيادته و إتقانها الملفات الخارجية و اقتدار دبلوماسيتها واحترافية خبرائها القليلين ، فقد تم استدعاؤنا للتزود برؤية الدولة لكل ما سيطرح خلال المؤتمر، وما زلت أتذكر من التوجيهات أن بلادنا مع تحرير فلسطين من النهر إلى البحر و الوحدة العربية و التعاون العربي الافريقي و الوقوف ضد الامبريالية مع فيتنام واللاووس و كمبوديا ،ولكننا لا نتدخل في شؤون الدول و طبيعة انظمتها و لا في خلافات المعسكرين العربيين اليساري و اليميني و قبل ذلك وبعده أننا نطالب العرب بالوقوف إلى جانبنا في مطالبتنا بتحرير الصحراء الغربية من الاستعمار الاسباني و حق شعبها في تقرير مصيره في الاستقلال أو الانضمام إلى موريتانيا(؟!) وقيل لنا أن شبابا صحراويا سيكون في طرابلس وسيلتقي بنا ...
على المستوى الشخصي ، كانت أول سفرة لي بالطائرة ، وطبعاً أوَّل سفرة لي إلى الخارج ، وقد كنت بالغ التأثر و الانبهار ولاسيما بالطائرة النفاثة والتوقف ليلتين ويوما في باريس على متن الخطوط الجوية الفرنسية عبر مطار دكار .
كانت الدولة الليبية قد خصصت طائرة لنقل مائة شاب و شابة هي التشكيلات المختصة في النشاطات الفنية و الرياضية و الثقافية مع وزير الشبيبة والرياضة السيد با الحسن المعروف "بالحوار"والوفد المرافق له ، و تقرر أن يسافر الوفد الذي يسمى في اصطلاح المهرجان "الوفد الفكري" بالخطوط الدولية .
و يعنى هذا الوفد بتقديم رؤية القطر للقضايا السياسية و الفكرية و المسائل والمواقف المطروحة على الامة و هو ،بالتالي ،الفرقة الصدامية التي عليها أن تدافع و نهاجم في حلبة الفضايا الكبرى و تناقضات الرؤى، و قد تشكل من الأساتذة : عبدالله بن بابكر مدير عام المعهد الموريتاني للبحث العلمي الذي سيصبح فيما بعدُ موظفا ساميا بالجامعة العربية وأحد كبار المفكرين العرب والسيديْن محمد بن معاوية و بناهي ولد أحمد طالب الذيْن شغلا فيما بعدُ، كذلك، مناصب سامية في البلد, بالاضافة للسيد خطري ولد قوهي و كان حينها رئيس مصلحة بوزارة الشباب، ولا يحمل العبد الضعيف أي عنوان لحداثة سنه (الصورة) التي تمنعه من الاكتتاب الوظيفي.

بعدما أكملنا الاستعداد للسفر ظهراً بالخطوط الجوية السنغالية ،علمنا بإلغاء الرحلة وأنه قد تم تحضير حافلة صغيرة تابعة للدولة لنقلنا إلى السنغال برًّا من حيث يجب أن نستقل الخطوط الفرنسية فجر اليوم التالي إلى باريس .
في حافلتنا الصغيرة مسلحين ببيان مأمورية رسمية ،حجزت السلطات الولائية العبارة لما بعد الدوام ، وأبلغت السلطات السنغالية التي سهلت عبورنا صلاة المغرب باتجاه دكار التي دخلناها ليلاً الساعة الواحدة صباحا ونزلنا عند أحد أبناء العمومة في محله .
دخلنا فجراً صالة المغادرة بمطار دكار يوف الدولي في حالة من التعب و النعاس و عدم الشياكة لا مزيد عليها إلا ما كان من جهلى أنا ــ على الأقل ــ بأبسط قواعد السفرــ لكن وجود الاستاذ عبد الله و لباقته ومعرفته بالأصول لطف كل ذلك ... من تسجيل المعلومات في بطاقة الصعود وربط الحزام إلى علاقاتي المتوترة بالطبق والفنجان و التهوية وانسداد طبلة الأذن خلال حالتيْ الاقلاع و الهبوط...

طرابلس الثورة
كان مطار دكار يوف "حقل "التجربة الأول في أبجديات السفر الدولي ولكن أيضا في فك رموز العملات و ااصرف لمن لم يعرف سوى "السيفا" و "العملة" كما كنا نكني "الأوقية" احتراما لها واعتزازا بها، وبما أنني ممثل الحزب فقد كنت مؤتمنا على مبلغ ثمانمائة دولارأمريكي تمثل "زاد" الوفد وتلكم ـ لعمري ـ مسؤولية و أمانة .
بعد حيازة "بطاقات الصعود إلى المتن" توجهنا بإرشاد من الاستاذ عبد الله إلى صالة الإركاب وطلب لنا شايا و حلويات في المقهى ، وبعد أن تناولناه بشهية السُّراة (بضم السين) كان علي أن أدفع طبقا للدرس الثاني : كل دولار ،كما هو موضح في استمارة صرف البنك المركزي ، يساوي أربعين أوقية ، والأهم أن علي أن احتفظ بفواتير المستهلكات لأبرر بها الصرف عند العودة إلى الوطن في وثيقة إلزامية تسمى "إعلان براءة ذمة" يحيلها القطاع مصدقة إلى جهة الاختصاص المالي.
على متن طائرة دس 8 لاتحاد النقل الجوي UTAاستسلمتُ لنوم عميق لم أفق منه إلا على وجبة الغداء وأوانيها الخفيفة وكميتها المحدودة وذلك درس ثالث...
في مطار شارل ديجول كان الانبهار و الدهشة وفي التاكسي و "شارع الارزتين" السيار إلى فندق" جاك بوريل" و عبور الجسور بين ضفتيْ نهر السين الخالد حلما يعيشه دكاري الهوى نواكشوطي المنطلق ويلمسه بيديه...و أين الثريا من اليابسة؟
بعد السكرة الباريسية ساعة الوصول كان استئناف الرحلة بنفس الخطوط إلى طرابلس الثورة الحلم الوجداني الذي طالما ملأ جوانح الفتى القومي اليساري الثائر و مثل النموذج و المثل الاعلى لتطبيق اهداف الثورة العربية في الحرية و الاشتراكية و الوحدة ..
بعد توقف يزيد قليلا عن نصف الساعة في مالطة ، و بقدر نفس المدة من الطيران ،قالت المضيفة بلغة عربية جميلة النبرة لم نسمعها طيلة الرحلة : (بعد قليل تحط بنا الطائرة بسلامة الله في مطار طرابلس نرجو ممن يحمل جوازا غير معرب أن لا يبرح الطائرة و نعلمكم بأن الخمر ممنوع الجلب و الاستهلاك على كامل تراب الجمهورية العربية الليبية).. يكاد القلب يفر من بين الضلوع ليعانق الأمل القومي المتخيل...و تفتح الطائرة لتصافح العين حرف الضاد مشبعاً مترفاً أنيقا يمرح على المسافات سيدا عاليَّ الجبين وَضَّاحَه ، متفردا بدون ضرة أو شريك ..وأينما وجهت طرفك تُطَهِّر مقلتك الآية الكريمة:
(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ )
صور القائد المعلم جمال عبد الناصر تملأُ المدى محفورة في صدره صورة العقيد القذافي مع عبارة :الثورة الرائدة و الثورة الرافدة عهدا على الاستمرار على خريطة الوطن العربي الكبير..
عند كعب سلم الطائرة ينتظرنا وفد الاستقبال مهللا و مرحبا ...

طرابلس :المدينة
دخلنا طرابلس و هي تتنفس عروبة و تغني ثورة و تنضح إباءً وتعيش عرس الشباب العربي من المحيط الى الخليج في فترة من أكثر الفترات العربية زخما وتشابكا و اشتباكا.
بدت المدينة أليفة ، بل هي إلى التواضع أقرب، تطبعها مسحة قروية بسيطة الخطوط بريئة التشكيل لدى من يعرف ـ مثلي ـ صخب دكار بلاتو و مرابع لياليه الحمراء و مَرَّ بباريس منذ ساعات؛ ورغم الرخاء الجديد الواضح على ملامح المواطنين فإن وجوههم المكدودة تشي بما كانوا عليه من شظف عيش .

الكنيسة
من المطار اتجهنا إلى حي الظهرة على بعد خطوات من شاطئ المتوسط الذي يقع فيه فندق "قصر ليبيا" حيث نزلتُ..
بينما كنتُ أفتح شباك الجناح الذي أُكرم به العبد الضعيف ،الذي لم أدخل مثله من قبلُ،فوجئت بكاتدرائية فخمة ،أين منها الفاتيكان، تطل من قمتها على بقية المدينة ، وعلمتُ أنها المندوبية البابوية التي ستتحول ـ فيما بعد ـ إلى جامع و مقر لجمعية الدعوة الاسلامية العالمية.

دهشة البداية و الرئاسة
توزع الشباب العربي حسب الاقطار في المدينة الرياضية حيث أقامت الفرق الفنية و الشعراء والرياضيون وأعضاء اللجان الفكرية بينما خصص فندق الشاطئ الفخم في حي الاندلس الأفخم لوزراء الشباب العرب و الوفود المرافقة لهم .
لأنني أنزلتُ بعيداً عن الوفد الرسمي والوفود الشبابية بما فيها رفاق الرحلة ،ومع انعدام التجربة و حداثة السن ، امتلأت ليلتي الأولى في الجناح الوثير بالهواجس والأسئلة الطفولية .
ورغم المكابرة التي عاملتُ بها نفسي لتصمد في هذا الاختبار غير المسبوق، لم أعرف كيف و لا أين أذهب للعشاء قبل أن تمتد يدي ،بفضول ،إلى رزمة الكراريس الجميلة المرصوصة بأناقة على مائدة صالون الجناح فإذا بها تتضمن ما بدا لي فتحاً مبينا فقد كانت ،كما هو متداول عند العارفين، دليل خدمات الفندق ودليل الهاتف لعموم الجمهورية وبفرح غامر تعرفت على هاتف الاستعلامات و خدمات الغرف و البدالة ..و أخيراً عرفتُ أن ما أقيم فيه يُسمى جناحاً ،وعليه فإن ما أجلس على كنبته الوثيرة ليس غرفة بل صالون ..و بحركة حذرة أمسكت مزلاج الباب المجاور الذي كنتُ أتهيبه لأجدني في غرفة نوم بالغة الفخامة و بها (أيضا) إذاعة مرئية ، وتوالت رحلة "الاستكشاف" لأجد المطبخ و الثلاجة المليئة بالمشروبات المتنوعة التي تحمل كلها أسماء أليفة للقلب و العقل و لكنها "غريبة" على العروبي الذي ألِف المشروبات الفرنسية المقطرة في "سوبوا روفيسك"..! مثل:كوثر(بيبسي) السبعة (سفن أب) مرادة (فانتا) إلى آخره .
وبدافع العزلة بحثت في الدليل عن هاتف السفارة الموريتانية فطلبته من البدالة و جاءني عبر الخطوط صوت رزين يسأل من أنا فأمطرته بمعلومات وافية بل زائدة عن طفولتي التائهة ..رحب بي أيما ترحيب قائلا: كنا نبحث عنك مشيرا إلى أن "الخلطة" لم يعرفوا أين أنزلني "الخلطة".. ولما سألته عن السفير أجابني ببساطة و لباقة :هو نفسه معك ...إنه الدبلوماسي الماهر و الامير الرائع والمحدث اللبق أحمدَّيَّه بن محمد المختار بن محيميدي أطال الله عمره..
طبقا لمعلومات دليل الفندق طلبت من خدمة الإيقاظ مداعبة ذاكرتي السادسة صباحاً و من خدمات الغرف "صبوحي" ساعة بعد ذلك ، مما يعني أنني أصبحتُ ـ أمام نفسي ـ نزيلا محترماً بالغاً!! و ذلك ما ستنضاف إليه بعد ساعة ألقاب أخرى ، عندما رنَّ هاتفي :
ــ صباح الخير.. الأخ رئيس وفد موريتانيا ...؟
ــ لا سيدي أنا عضو الوفد الفكري...
ــ عفواً..
بعد برهة يرن الهاتف ويسأل: الأخ ناجي ؟
قلت نعم .. قال نحن لجنة التنظيم ..ننتظرك في قاعة الاستقبال..
لملمتُ حالي و غسلت وجهي لأن الشارب ما طُرَّ بعدُ (الصورة) مما يعني ربح الوقت, ولبست البذلة السنغالية اليتيمة و نزلت بالمصعد وكنت معتاداً عليه في بلادي السنغالية (!!)
في القاعة الفسيحة كان مُخاطِبي هو الاستاذ على الشاعري أمين التعبئة الجماهيرية بأمانة الاتحاد الاشتراكي العربي الحاكم في ليبيا و الشخصية الناصرية الليبية الكبيرة الذي ظل على انتمائه إلى أن افتقدت أخباره أواخر العقد السالف..
كان يبدو في حدود الاربعين من العمر بالغ اللطافة رغم نشاطه المتدفق و صرامة ملامحه وبعد الترحيب الثوري قال ممازحاً : تبدو موريتانيا شابة من خلالك أنت الأصغر و أنت رئيس الوفد كما أبلغنا... المهرجان يفتتح غدا من طرف قائد الثورة في المدينة الرياضية وسنوافيك بالوثائق المقدمة للجنة الفكرية و أعرف أن قضية "الساقية والوادي" تهمكم و تهمنا ولا خلاف في قضية الوحدة الشاملة و الفورية..ثُم تناول بعض الوفود بأوصاف كانت من هجائها المعتاد عندنا...وقدم إليّ الأخ السائق ( وكان "حاجاّ" وتعني بالتعبير الليبي الدارج الرجل المسن وكان اسمه الحاج غيث على غيث وكان كلما نقدته إكرامية بعد المناشط دعا لي : "يخلي لك شبابك يا ابني.. الثورة مكفيتنا"" وقد ظللت أزوره بعد ذلك كلما زرت بلاده إلى أن أنتقل إلى الرفيق الأعلى في الثمانينات رحمه الله).

عزلة الوفد الرسمي "المتفرنس"
جاء الوفد الرسمي بطائرة خاصة قبْلنا بيومين وأدلى في المطارلصحافة الوطن العربي المتحفزة بتصريح باللغة الفرنسية ، فكانت طامة كبرى تم التكتم عليها بمهنية و أكمل معالي الوزير بقية المهرجان في عطلة معوضة في فندقه المريح وكان علينا أن ندير الملفات الساخنة بمعرفتنا ومن حظ البلاد اقتدار السفير و إخلاص سيدة عالية الأخلاق قوية الشخصية غيورة على سمعة بلادها و انتمائها هي السيدة فيفي بنت فيجي الأمينة الاتحادية لنساء حزب الشعب الموريتاني في نواكشوط و دراية و تمكن و تجربة الأستاذ عبدالله ولد بابكر أطال الله عمرهم جميعاً.
بعد التشاور مع الطاقم كان عليَ أن أزور المدينة الرياضية لرؤية تحضير الاستعراض ظهر الغد عند افتتاح المهرجان. و بعد القيام باللازم ...

الرائد عبد السلام حميد جلود
في المدخل بالمدينة الرياضية قاعات يستخدمها الشباب العربي من كافة الاقطار و بدون تمييز لنقاش المواضيع بعفوية جماعات جماعات و مواضيع مواضيع...
مررت مستمعا و مستمتعا إلى أن شدني طرح شاب أسمر جهوري الصوت يناقش أسس الوحدة فاقتربت لأتبين أنه يعالج المسألة من منظور ماركسي معتبراً أن الوحدة لا تقوم إلا على أساس طبقي وعندها تنتفي الإحالة إلى الأمة ليصبح الهدف قيام وحدة الطبقة العاملة أياًّ تكن الفوارق اللغوية "فيا عمال العالم اتحدوا"...طلبت الرد فطلب مني التعريف بنفسي و فعلت ُ قائلا من أي قطر أنت قال عمر فارح من الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا.. قلتُ و ما هي علاقتك بمؤتمر شبابي قومي عربي قال دون أن يفكر: الشعب الأريتري عربي بنسبة تزيد على الخمسين بالمائة...
مددتُ له يدي مُصافحاً ومهنئاَ... إذاً أنت هنا تمثل هذه النسبة المائوية بسبب العامل القومي لا العامل الطبقي لأن الطبقية مصلحة آنيَّةٌ قابلة للتبدُّل بتبدل حال صاحبها من عامل إلى بورجوازي و العكس ..بينما العامل القومي لايتبدل بل يحرك التاريخ...أهلا بك... وتعالى التصفيق فإذا الرائد عبد السلام جلود عضو مجلس قيادة الثورة رئيس الوزراء واقفا بين الشباب ليواصل معي و الاستاذ عبد الله بابكر الحديث وجمعا من الاقطار الأخرى ببساطة الثوري الصادق...
يتبع..

* ناجي إمامشاعر وكاتب ومفكر عربي , اشتهر بلقب متنبي موريتانيا .. وقد شغل العديد من المناصب السامية السياسية والإدارية و المهام العربية والدولية ..كتب عنه عدد وفير من الدراسات في شكل رسائل وأطروحات جامعية, أومقالات في الدوريات الوطنية والعربية.. يشغل حاليا منصب رئيس المجلس الأعلى لإتحاد الأدباء و الكتاب الموريتانيين إضافة إلى عمله كرئيس لـمجلس أمناء جمعية الضاد للإبداع ونشر اللغة العربية و الدفاع عنها