الثلاثاء، 15 يوليو 2014

القصة الكاملة لمفاوضات 1975 بين البوليساريو و إسبانيا





 ملخص الندوة التي انعقدت
بالمحبس يوم 22 اكتوبر 1975م مع أعضاء من البوليساريو والجزائر.
المكان: إقامة الضباط بقاعدة المحبس 
الساعة: 12 
الحاضرون: 
من الجانب الأسباني: 
- الجنرال قائد قطاع الصحراء( لا تذكر الوثيقة اسمه)
- الكوماندا D. Jose Diego Aguirre
- الكابتن: D. Francisco Berbel 
من جانب البوليساريو:
الولي ولد المصطفى ولد السيد 
غالي ولد سيد المصطفى 
واحد اسمه المحجوب( غير معروف). عبارة غير معروف هذه وردت في الوثيقة.
مترجم( غير معروف)
من الجانب الجزائري:
عبد العلي من بشار 
الكابتن أحمد من تندوف 
بدأ الاجتماع بكلمات للجنرال شكَر فيها حضور الوفود وطلب الله للشعب الصحراوي. بعد هذه المقدمة واصل الجنرال كلامه: الصحراء توجد الآن في مرحلة من السلم الداخلي، الهدوء وهناك رغبات لمواصلة المشوار نحو الاستقلال، مثلما يريد سكانها. كلنا نعرف سياسة أسبانيا اتجاه الصحراء، مثلما نعرف عدم تدخل الحكومة الأسبانية في السياسة الداخلية للإقليم. أن المخطط الحالي الذي تتبعه الحكومة الآن هو انتظار أن تصدر الأمم المتحدة قرارها حول قضية الصحراء، وأن يكون هذا القرار لصالح قضية تقرير المصير. إن أسبانيا تحس بحزن عظيم حين تأكدت أن كل الكتلة العربية باستثناء الجزائر قد أيدت السياسة المغربية. إن هذا التايئد يجعلنا نتخوف بسبب قوة الكتلة العربية وتأثيرها في الأمم المتحدة. إن رغبة أسبانيا هي أن كل العالم يجب إن يعترف بحرية الصحراويين لتقرير مستقبلهم بحرية.



الوضع الخارجي الحالي هو خطير بسبب مخططات المغرب لغزو الإقليم سلميا، وكنتيجة للقرار المغربي طلبت أسبانيا، بمساعدة الجزائر فقط، اجتماعا عاجلا لمجلس الأمن. في نفس الوقت، وكنتيجة لقرار الحسن الثاني، توجه الوزير الأسباني سوليس إلى الدار البيضاء كي يخبر الحكومة المغربية بأنه، في حالة تنفيذ المسيرة المزمعة، سيتم ذكرها في التاريخ أنها كارثة. في داخل الإقليم هناك سلم. فعناصر البوليساريو الذين حضروا إلى العيون فعلوا ذلك بمستوى عالي من الانضباط، وبرغبة في العمل، ولهذا أطلب من الولي بأن يبذل هو والبوليساريو مجهودا أكبر من أجل الحفاظ على هذا السلم الداخلي. إن الطريق إلى الاستقلال الذي يبدو أنه قريب، سيكون صعبا. إن أسبانيا ستساعد الشعب الصحراوي بكل ما تستطيع من اجل الحصول على غاياته في إحلال السلام الداخلي، ولهذا على البوليساريو أن تحترم أراء الصحراويين، وبصلة بهذا أريد أن أوضح إن (حزب) البونس لم يتم تأسيسه من طرف الأسبان؛ إنه حزب يريد الاستقلال باي ثمن، وكافح من أجل شعبه، ويستحقون أن يتم احترامهم. من الأشياء التي طلب الولي لوزير الخارجية D. Cortina Maure ، بعضها تم التكفل به، والبعض في الطريق. بالنسبة للأسرى لازال هناك خمسة يجب إرجاعهم لكن أمرهم مرتبط بحاكم الدولة وسيعفو عنهم ويعودون إلى الإقليم. بالنسبة للطلبة الممنوحين ذهبوا إلى أسبانيا، والذين يدخلون الجامعة أول مرة سيتم إعفاءهم من امتحان الدخول. في نفس الوقت تم منحهم فرص شغل أكثر، لإنهم توصلوا بمنح من مدريد. 
بعد ذلك تدخل الأمين العام للبوليساريو: 
نحن مسرورون للقاء الجنرال الحاكم لوطننا إلى حد هذه اللحظة، والذي سيكون له ذِكر في تاريخ شعبنا. اليوم هو الثاني الذي نلتقي فيه حتى نختبر درجة نضجنا السياسي ونقرِّب أكثر روابط الصداقة بين شعبينا. إن هذا اللقاء الذي سنُقَيَّم نحن قيمته هو ثمرة شهر من التحضير. أردت أن أحضره شخصيا حتى أتحاور مع الجنرال الحاكم لوطننا. لقد التقينا مع كورتينا ماوري (الذي حضر) باسم أسبانيا، والذي أعجبنا بتصرفه ومعنوياته وصراحته، ولا نعتبر إلا أن الجنرال والجيش بصفة عامة هم في وضع مماثل غير مشكوك فيه. إن تصرف سيادته وأخلاقه ومؤهلاته وشفافيته من اجل حل مشكلة شعبنا تنعكس في المحفل الدولي، وهذا يعطي لهذا اللقاء طابعا خاصا. إن التعاون هو حقيقة ويجب أن يتم وفق قواعد قوية وصلبة من أجل مصلحة الشعبين. اشكر سيادة الجنرال ومرافقيه ولتقديم إخواننا من الجزائر، (أقول) أن هذا البلد هو قوة للحقيقة والسلام ولدعم حقوق الشعوب، وهذا يساعدنا لإننا نرى أن المشكلة مفهومة جيدا؛ إن الجزائر تدعم كل الشعوب المظلومة مثلنا، التي تكافح من أجل حقوقها، بالإضافة إلى ذلك الجزائر هي جارتنا، ولهذا نحن ممتنون لهم. ليعذرنا إخواننا الجزائريون إن نحن تكلمنا باسمهم. مثلما قال سيادته( الجنرال) فإن المرحلة هي خطيرة ومعقدة. إن من يكافح من أجل حقه ويعرف ماذا يريد ويمتلك الشجاعة للدفاع عنه، لن يستطيع احد أن يتغلب عليه. سيادته( الجنرال) ذكر بعض الأشياء التي تخص الصحراويين ونشكره على تنفيذها. ما بين أيام 10 و13 اكتوبر (1975م) حدث لقاء في عين بنتيلي وحول هذا أفضل إن تسمعوا كلمتنا. نريد أن ننهي الفترة الماضية، ونطلب من الله أن تكون ( الفترة) الجديدة مزدهرة ومثمرة. من قبل كنا متفقين على بعض المسائل: انطونيو كان سيتم إرجاعه إلى مدريد طبقا لما قال كورتينا ( ماوري وزير الخارجية)، لكن حين عرفنا نوايا سيادته( الجنرال) وأنه يريده أن تتم إعادته عن طريق الصحراء تم له تحقيق رغبته وبالتنسيق مع وزير الخارجية. نحن نريد أن تكون علاقتك بالبوليساريو علاقة تعاون. لازال هناك 7 أسرى يجب تسليمهم. تم الرد أنهم 5 فقط، والآن نصر انهم 7، والجنرال أكد ذلك في قراره السابق، وفي النهاية هو مقبول، على الأقل مبدئيا، من طرف البوليساريو. مع الوزير كورتينا اتفقنا أن كل الأسرى يتم إرجاعهم، ونحن تصرفنا كما يجب في هذا المجال ونتمنى أن سيادته ( الجنرال)يتفهمنا. الصحراء كانت مستقلة قبل مجيء أسبانيا، ونتمنى أنها إذا غادرت تتركها كما كانت، لإن أسبانيا تمتلك الشجاعة للاعتراف بهذه الحقيقة. النقطة الثانية كانت (هي توفير) العمل بالنسبة للجميع، ومشكلة الطلبة، وكذالك التعاون على المستوى المحلي بين البلدين في هذه المرحلة الانتقالية التي تسبق الاستقلال التام. أهم شيء هو هذا، مثلما تقول أسبانيا، هو قرار الأمم المتحدة الذي سيتقرر في دورة الجمعية العامة. طبيعيا الصحراء حسب منظمة الأمم المتحدة والتاريخ لها الحق أن تستقل وهي عازمة على تحقيقه. انتم مثاليون، اخلاقيون وأقوياء وإذا طُلبت منكم معونة لفرض هذا الحق سيكون ذلك ثمينا وسيثمنه الصحراويون؛ نحن سنواصل وسنرى أفعال الحكومة الأسبانية؛ نشكركم كممثلين لحكومة بلدنا، وكذلك لرفاقكم، ونتمنى أن يتم نقل ذلك للحكومة الأسبانية ولأسبانيا كاملة لموقفها أمام الأمم المتحدة. وحتى نقوي تعاوننا على المستوى المحلي، عندنا بعض النقاط، معظمها تم عرضها على الوزير كورتينا. مثلا: 
- إمكانية تشكيل لجنة مشتركة مشكلة من البوليساريو، الجمعية، قوى أخرى في الصحراء مثل ( حزب) البونس وأسبانيا. 
تشكيل وتحضير اللجنة المذكورة التي ستكون مهمتها هي مراقبة ومتابعة هذا الاتفاق. في المجال الاقتصادي، العمال الذين يعملون في شركات لا يتم تسريحهم منها. أيضا هناك مشكلة الشيوخ والطلبة والجنود. 
تحضير وتهيئة والحصول على المواد الغذائية وعدم تخفيض أسعارها. 
تحضير إطارات، خاصة في المعادن، الصناعة والإدارة. 
في الجانب الاجتماعي، توفير الدواء، أطباء وممرضين، وأن يتم تأسيس معهد للأطباء والممرضين، والتوصل إلى إنشاء مستشفيات في كامل التراب الوطني. في نفس الوقت نريد بناء منازل ويتم ضمان خدمات الضوء والماء.
كل هذه النقاط هي في إطار تهيئة البلد؛ نريد أن يعود اللاجئون إلى بلدهم، وكل ما يمكن أن يساعدنا في المواد الغذائية هو مطلوب، والبوليساريو ستدعم عودته وكذلك منطق التعاون. 
إن من الممكن أن هناك بعض النقاط يمكن أن تساعد ونحن نقترحها هكذا: 
- الأسرى العرب؟ المغاربة؟ الذين يمكن إن يصبحوا في يد البوليساريو خاصة المنفيين خارج الحدود؛ يعني فارين.( هذه النقطة غير مفهومة في الوثيقة أو لم يفهمها كاتب الضبط). 
يتم ونحن نقترحها هكذا: 
- الأسرى العرب؟ المغاربة؟ الذين يمكن إن يصبحوا في يد البوليساريو خاصة المنفيين خارج الحدود؛ يعني فارين.( هذه النقطة غير مفهومة في الوثيقة أو لم يفهمها كاتب الضبط). 
يتم إعطاء للبوليساريو تسيير المراكز في الداخل. هذا يسهل الاتصال. 
- إذاعة الصحراء تسلم للبوليساريو بالتعاون مع أسبانيا. 
- أن يتم الدعم التقني للبوليساريو لتوعية البلد، وان يتم السماح للصحفيين بالدخول للصحراء. 
- أن يتم السماح للبوليساريو القيام بالنقل في الصحراء بوسائل جوية وبرية وبحرية، وأن يكون هذا في إطار تقديم الدعم. 
- أن سيارات البوليساريو لا يتم تفتيشها ولا توقيفها، وتكون لهم سيارات معروفة في أسبانيا. 
- أن يشارك أعضاء من البوليساريو في إدارة مطارات العيون والداخلة. 
- أن تعطى مناطق للبوليساريو، والآن نطلب من رفيقنا العسكري أن يتذكر أنه منذ حوالي ثلاثة أشهر لم يحدث أي تصادم (عسكري). 
- خلق مناخ يسمح للصحراويين بالدفاع عن وطنهم ضد فكرة الغزو الجبانة، ولهذا فالبوليساريو في حاجة إلى تجنيد كل المجندين في tropas nómadas y policía territorial. 
- أن تحصل البوليساريو على مطار لتستقبل من خلاله معداتها. 
كل هذه النقاط في إطار برنامج قصير وطويل المدى؛ على المدى القصير تندرج مخططات ضد الحملة الغازية التي يذكيها المغرب، ولهذا فإن البوليساريو تحتم أن يتم احترامنا (الصحراويين)، لإنه الآن يتم احتقارنا، ويحتم علينا أن نجعلهم يتقهقرون. إن البوليساريو مستعدة لذلك مهما كانت التضحيات. في حال تعاوننا كلنا( أسبانيا والبوليساريو) هل نستطيع أن نسأل سيادته عن التحضيرات التي من شأنها أن تردع المغرب، وما هي مجالات التعاون كي نردع المغرب بطريقة شجاعة؟.
لاحقا أخذ الجنرال الحاكم الكلمة من جديد: 
قدَّم الولي مخططا مفصلا لدولة ومعروض بشكل جيد. أكثرية النقاط يمكن قبولها مسبقا. إذا لم يكن بسبب التهديد المغربي، فإن كل رغبات البوليساريو نستطيع أن نبدأ بالوفاء بها، لإن هذه هي رغبة أسبانيا، لكن مادام المغرب يصر على موقفه، يجب أن نحذر كثيرا في تحركاتنا في الإقليم. كل هذه النقاط ستتم معالجاتها في لقاءات مستقبلية؛ الملح أكثر الآن هو تشكيل اللجنة التي ستكون نوع من حكومة موازية للحكومة الحالية في الصحراء. الذي يقلقني الآن في هذه اللحظات هو تركيبة اللجنة، وفيما تعلق بهذا الأمر أريد أن أعبر عن ارتياحي لموقف الولي في اجتماعه في عين بنتتلي لإنه جاء راغبا في توحيد الشعب الصحراوي، وكلهم (الحاضرين) كانوا فرحين لهذا الموقف. في ذلك الاجتماع حدث تصرف خاطئ لا يستفيد منه الشعب الصحراوي؛ أقصد ما قاله خطري؛ لا يمكن الحديث عن ما قاله في الماضي،. خطري قال أن (حزب) البونس كان هو المسئول عن الفتن، الأحقاد، والجراحات بين الصحراويين، هذا غير حقيقي، ما يريده (حزب) البونس هو الاستقلال، تماما مثل البوليساريو؛ لا يجب زرع الكراهية لإن الصحراويين محتاجون لبعضهم بعضا، لإنهم قليلون. إذا واصل الولي نظرته السياسية فإنه في غضون وقت قصير، فإن البوليساريو بقوتها ستمتص (حزب) البونس، لكن بطريقة حسنة بون زرع الأحقاد وبدون حصول انشقاقات. 
سيتم، لاحقا، مع اللجنة معالجة كل ما تمت الإشارة إليه سابقا. الآن يجب تحاشي استفزاز المغرب، ولهذا من غير الملائم حاليا، أن تبدأ اللجنة تعمل، وإذا وصلنا إلى مرحلة الحرب مع المغرب سيكون هناك شان أخر. سيتم تعيين صحراويين يكونون مساعدين لمسئولي المصالح في الحكومة العامة. 
فيما يخص هل سيسمح للبوليساريو بأن تدير بعض المراكز في داخل الإقليم سيكون مستعجلا وخطيرا لما ذُكر سابقا. كل المراكز الحدودية ( التابعة) للحكومة هي في يد أبناء البلد( الصحراويين) في البوليس الإقليمي، وكلنا نعرف أن أغلبيتهم هي، على الأقل، متعاطفة مع البوليساريو. فقط الوحدات العسكرية في مراكز الحدود الشمالية للإقليم هي مشكلة من قوات أسبانية، أما بخصوص تسليم المراكز مستقبلا للبوليساريو فهي قضية سهلة. وحتى يتم تطبيق كل ما تم عرضه في مخطط البوليساريو، هناك تسرع كبير، لإن الأمم المتحدة تريد إن تقوم به بسرعة، وكل هذا يحتاج إلى جو تام من السلم الداخلي وبتضحية من كل الأطراف. قيادة البوليساريو يجب أن يذهبوا إلى العيون في أسرع وقت، وعليهم تعيين ممثليهم حتى تنتظم اللجنة.
- من جديد أخذ الولي الكلمة: 
اشكر لسيادتكم الكلمات التي قلتم لنا وحتى الشروحات. أريد إن أقول أن هناك جو من الثقة ورغبة في التعاون. فيما يخص ما حدث بين (حزب) البونس وخطري كان خطأ. نحن قلنا (لحزب) البونس إذا أستطاع أن يكون قوة وطنية سيكون هذا حسن، مثلما قال سيادتكم، وسيكونون مواطنين صحراويين ونتمنى إن يكونوا وطنيين. فيما يخص باقي النقاط، والمرحلة الحالية هناك من هو في عجلة من أمره ويستطيع إن يترك حقائبه ويمضي، لكن بعد ذلك يستطيع أن يعود ويأخذ الحقيبة. 
فيما يخص اللجنة نحن متفقون ولهذا نرى إن هناك رغبة في التعاون حتى يصل هذا الوطن إلى استقلاله. ستكون حكومة انتقالية تتعاون مع الإدارة المحلية إلى غاية تسليم السلطات للبوليساريو. نحن نتعاون من اجل إن تستغل هذه المرحلة، ولهذا نحن متفقون مع سيادتكم ومع الوزير كورتينا. بالنسبة لباقي النقاط نتمنى أن نكون متفقين. حاليا قيادة البوليساريو لا يمكن أن تذهب إلى العيون والتمثيل الرسمي سيكون لاحقا. البوليساريو عندها بعض المهمات التي تريد إن تقوم بها. لقد تم إعطاء للجنة من طرف سيادتكم أعتبارا كبيرا؛ أكبر مما نعتبره نحن. كل النقاط التي عرضنا تم عرضها على الوزير كورتينا( ماوري، وزير الخارجية). 
- بعد ذلك تكلم الكابتن عبد العلي( الجزائر):
البوليساريو دائما تفضل إن تعمل في سر ولا تريد إن تعرض أسبانيا لوضع صعب. هنا توجد قوة ثالثة، الجزائر، التي تراقب كي يتم تطبيق التعهدات. هذا البلد يريد أن يكون الجناح المسلح للبوليساريو في الصحراء سري، وان لا يكون معروفا حتى من قبل الأسبان. يجب إن يتم تحديد نقاط للاتصال مع السلطات العسكرية وفي حالة ما تكون هناك حرب مع المغرب يتحركون. التعاون يجب أن يكون على أساس تعاون متبادل، وجماعة البوليساريو لا يريدون أسبانيا أن تخسر. الجناح ( المسلح) سيكون (تشكيله) بطئيا، ويمكن إنشاؤه بين المحبس والقلتة وفي سرية تامة. الجنرال الحاكم رد على أن ما يخص الجناح المسلح للبوليساريو هو مستحيل حاليا، وان أسبانيا ليس لديها ما تخسر لإنها لم تحتم ابدا أي شيء على الصحراء ولا على شعبها. بالنسبة للنقاط التي ذكر الولي ستتحقق شيئا فشيئا، لكن ليس الآن بسبب التهديد المغربي. 
ورد عبد العالي أنه لن تكون هناك صدامات بين أسبانيا والبوليساريو وعلى هذا سترد الجزائر( الجملة غير مفهومة)؟ في كل الحالات الحل في يد البوليساريو. 
- تكلم الولي من جديد:
نرى إن هناك نية صادقة وثقة في الاجتماع حول المرحلة الانتقالية، نفهم إن سيادتكم( الجنرال) قد ساهم في خلق هذا الانطباع، نفهم ما قلتم، وعلى يقين انه من جانبنا سنكون متفقين. هناك أشياء واضحة بالنسبة لنا. من النقاط المذكورة نأخذ انطباعنا ولا نريد مشاكل يمكن إن تؤثر على التعاون الذي يؤدي إلى الاستقلال. نحترم الموقف الأحادي ولن نغير الفكرة. إذا كان سيادتكم عنده بعض النقاط التي لا يتوافق معها عليه إن يقول ذلك، ونتمنى إن نتفاهم ونحل ذلك، غدا ل نيسب أي منا الآخر، وإذا حدثت مشاكل سيتم حلها في اللقاءات وسنعتبر ما يقوله سيادتكم. نتفهم موقفك سيادتكم، برغبتكم في تحقيق الاستقلال للصحراء ونتمنى إن نتعاون بمساواة فيما يخص المصالح المتبادلة والصداقة وفي هذا نحن متفقين تماما مع الوزير كورتينا. 
التعليق: 
في البداية المحاضر مثل هذه، عادة يكتبها شخص أو سكريتير وتتم كتابتها بسرعة وعجلة ومن الممكن إن يأتي التعبير صعب ولا يتم فهمه بسبب السرعة ومحاولة إن تتم صياغة كل شيء في هذا المحضر. وحين نحاول أن نربط بين هذه " المفاوضات" وما كان يجري على الأرض نستنج أنها كانت أشبه بمسرحية من كونها مفاوضات جادة. هي فقط حلقة من مسلسل تأمري بدأ منذ وجدت أسبانيا نفسها في ورطة بعد أسر البوليساريو لعدد من جنودها، وحين أرادت أن تتفاوض حول استرجاعهم كان من شروط البوليساريو أ تعترف أسبانيا بالبوليساريو، وتسلم لها السلطات. فعلا التقى الولي مع وزير الخارجية الأسباني يوم 9 سبتمبر 1975م، وتوعد له بإطلاق سراح الأسرى الأسبان، وأن تتواصل المفاوضات. بناء على ذلك تم تنظيم هذه الجلسة يوم 22 أكتوبر 1975م، لكن لم تكن جدية من الجانب الأسباني، لإنه يوم 21 أكتوبر- اليوم السابق لهذه المفاوضات- كانت الحكومة الأسبانية قد بعثت الوزير سوليس رويس يتفاوض مع الملك المغربي حول مقتضيات اتفاق مدريد. 
ترجمة وتعليق: السيد حمدي يحظيه
ــــــــــــــــــــــــ
[1] - المرجع: وثائق الحكومة الأسبانية في الصحراء، ارشيف عائلة فيغوري اخر ممثل للحكومة في الصحراء. أيضا كتاب La Historia del Sahara, la verdad de una traición, Diego Aguirre)