الأحد، 30 مارس 2014

الكتابة = رسالة


بقلم: الصالح اعبيدي

لقد كثرت الكتابات و كثر الكتاب و سالة الاودية بحبر كل الوان الطيف و تهاطلت امطار الكلمات من كل حدب و صوب و ادلى كل بدلوه و تبارت الاقلام في ملاعب الكلام و لكن الامطار كانت سحابة صيف لا تعطي طلا ولا توفر ظلا و السيول كانت غثاء لا تسقي ضرعا و لا تنبت زرعا و كان لسان  حال من يكتب يقول انا اكتب اذا انا موجود.
الكتابة ليست غاية في حد ذاتها بل هي وسيلة من خلالها تطرح الافكار و المقترحات و تقوم الاعواجاجات التي قد تصيب المجتمع بين الفينة و الاخرة، او تصيب من يسييرونه. 
فجل ما يكتب اليوم اما ان يكون نقدا لاذعا حتى يصبح قدحا او هجوما للانتصار لشخص او لتصفية حسابات مع اخر او نقدا المسؤل او تجريحا لاخر و حتى المؤسسات لم تسلم من هذا الهجوم الا ما رحمة ربي، و هذا ليس كله نار تحرق و لكنه ايضا ليس نورا يضئ الطريق و انا لست مع  من يهلل لاحد و يحمد باسمه و لكن لست كذلك مع من يهول كل خطى مهما كان صغيرا فعثرات السير لا توقف المسيرة و اخطاء السير لا تشوه السيرة اذا صدقت النوايا و زكتها الاعمال فالذي لا يعمل لا يخطيء.
نحن بحاجة الى اعلام هادف يكون هو النوات لبناء صحافة حرة ذات رسالة نبيلة و تخدم فكرة واضحة، و هي تنوير عقول الامة و بعث روح الوطنية الواعية و غرس بذور الامل و  تبصير القائمين على الشئن العام اذا اخطاءوا  او زلو و محاربة الياس والقنوط التي يحاول العدو غرزها فينا.
فنحن نحاول خلق رئي عام  متبصر متوحد في اهدافه حصين ضد كل الهزات التي تعصف بلا هوادة.  و لن اعمم هنا على كل ما يكتب بان لا طائل من ورائه فهذا حيف اتبراء منه فهنالك كتابات و كتاب لهم افكار واضحة و اطروحات في المستوى المطلوب و لكن اغلب الكتابات هي كتابات سوداوية لابياض فيها فكان كل شيء يسير الى الوراء و اذا ظهر بصيص امل فهو اما خادعا او مفتعلا لغاية في نفس يعقوب. 
مع الاسف اصبح هذا اسلوب نمطي ممل لا يخدم فكرة و لا يقدم و لا يؤخر كله تهم بان هذا صنيعة النظام او مثقف النظام  و كان الارتباط بالنظام او العمل معه خطيئة تستوجب التوبة او جرم يستوجب الاعترافو العقاب،  متناسيا ان هذا نظامنا ان صلح لنا و ان فسد فعلين، و من واجبنا اصلاحه لا تدميره.
 و في الاخير لا اشك في نبل مشاعر الجميع و صدق المقاصد و لكن حسن النية وحده لا يكفي.
النزاهة و الموضوعية و اعطاء كل ذي حقن حقه هما اساس العمل الاعلامي الهادف الذي يجعل الصحافة فعلا  سلطة رابعة، لا ادعو لصحافة تكون ظلا لعود السلطة و  لكن ليست نارا تحرق هذا العود بل معول بناء لا هدم و منابر امل لا مقابر ياس بعيدا عن التفاول الخادع و التشاؤم المفرط و لا نقدس افراضا و لا ننتقس من قيمتهم بل نهدي  لهم  اخطائهم عن طريق النقد البناء و نذكر محاسنهم لتشجيعهم على العطاء و بهذا نكون قد قد ساهمنا في بناء المجتمع الذي نريد، عن طريق بناء افراده بعيدا عن ما تنعق به غربان البين او ما يفرزه منظرو الهزائم.
لست مع من يقول غير مجدن في ملتي و اعتقادي 
                                               نوح باكي و لا ترنم شادي 
بل مع تفاءلو خيرا تجدوه.