الجمعة، 20 سبتمبر 2013

زيارة وفد الشبيبة تطبيع ام تتطويع ؟؟؟؟

في الأيام الأخيرة سال الكثير من الحبر ،وعلت اصوات،منها المنددة والمحمدة بزيارة الوفد الشباني للمناطق المحتلة والمغرب،وتسأل البعض هل هو تطبيع غير معلن مع العدو بغطاء عالمي شباني بعيد عن السياسة واخرون وجدوا فيه انتصار كاسحا على المخزن،والبعض ذهب الى القول انه مخطط معد من المخابرات وتساهل مقصود لصرف الانظار عن المقبرة الجماعية التي اكتشفت مؤخرا والتي تشكل ادانة عالمية ووسمة عار على جبين الغازي،وبصمة ادانة على الجرائم الانسانية في حق شعبنا،التي لطالما تنكر لها العدو وفبرك حقائق ولفق قصص الاختفاء القصري،وبعيدا عن التجاذبات السياسية والاراء المختلفة سوف نحاول الاسهاب في كل من التطبيع مع العدو،وشروطه وكيفيته،ومن الجهة الاخر تطوير اساليب المقاومة ووالكفاح السلمي والفرق بين الاثنين
التطبيع هو التعامل مع الامر الواقع ،وقبول الطرف الاخر المضاد،وقد عرف هذا المصطلح وشاع في معضلة فلسطين او قضية العرب التاريخية،فالدول التي نسجت علاقات مع الدولة الاسرائيلية يقال عنها طبعت،والسلطة الفلسطنية التي وقعت على اتفاقية اوسلو ،ورضيت بالحكم الذاتي ،وشروط الاحتلال،القائم على الارض هي مطبعة،فالتعاملات المالية والاقتصادية ،والامنية ،هي رضوخ للاحتلال ،وكذا الدبلوماسي القادم او الرمز المار من نقاط الحدود ويختم جواز السفر بدولة الاحتلال هو مطبع ،لكن الامر هنا مختلف بالنسبة للوفد عندنا
فالدولة الصحراوية لاتتعامل مع العدو لا امنيا ولا اقتصاديا ولا ثقافيا ،ولا حتى سياسيآ( اذا استثنينا المفاوضات ممثلة في الجبهة)،وكل الشعب عليه ان يرفض التطبيع بمافيهم من يسكنون مع الاحتلال،فالرفض يقتضي المقاطعة ،المقاطعة الفكرية والسياسية والاقتصادية لانه وجود غير شرعي وإستغلال غير شرعي للمنتجات والثروات،اذن كلنا نساهم كصحراوين فيه ،من يشتري خبزة من محتل ،من يتبضع من حمال ويترك صحراوي،من يدخل في اجهزة الدولة،من يمر بالحدود ويختم على جواز سفره،لانه يساهم في زيادة مدخول العدو ويزيد من موازنته العامة،ما يشجعه على البقاء والتمسك باغتصاب الارض،هكذا اذا نجد انفسنا نطبع شعوريا او لا اراديا
اما الحق الباقي بقاء الانسان على الارض وهو مقاومة الظلم والاستبداد وابتكار وسائل دحره ،فهو مكفول دينيا وانسانيا وعرفيا وقانونيا،وبعد ان وضعت الحرب اوزارها،واخمدت نيران البنادق،ودخلت القضية في نفق السلام المظلم مرحليا ،كان لزاما على الشعب الصحراوي،استحداث وسائل ناجعة لتتماشى مع المرحلة ،فانتج انتفاضة الاستقلال من مصانع ،التحدي ومعامل الصمود هذا الصمود ومقومته التي تفنن الشعب الصحراوي في اتقانها،فعزف سمفونية اللجوء وتحدى مصاعب الحياة واكراهات الشتات ،ونكبات ارض الفلاة،وتراقص بملحمة اقديم ايزيك على انغام الحرية والكرامة واثبات الوجود،وقدم التضحيات الجسام،من تعذيب وانتهاك ،وسجن للاسود،هذا الشعب الابي لم يكل ولم يمل مادام مقتنع بان الاستقلال هو الحل سوف يستكمل مسيرته النضالية،باستحداث كل الوسائل المتاحة ،للمقاومة السلمية، اذن هل الزيارة تحدي للعدو في عقر داره اذا علمنا ان الوفد يحمل جواز سفر صحراوي،دبلوماسي والعدو اعترف ضمنيا بوجود الدولة الصحراوية باستقباله عضو للامانة الوطنية،ام تطبيع غير معلن ومخطط ممنهج لصرف الانظار عالمياعن المقبرة الجماعية وتلميع
صورة المخزن بمسحوق الوفد ،الحكم متروك للقاري الكريم
 
بقلم:مجيدي عبد الصمد