تحدث المفكر الجزائري الهادي الحسني في جريدة الشروق
اليومي الجزائرية عن مشاهداته في مخيمات اللاجئيين الصحراويين بعد زيارة ضمن وفد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إذ يقول : وأما اليوم الأخير من هذه الزيارة فقد مزق قلوبنا، وأدمى أكبادنا وأدمع عيوننا، حيث زرنا إخواننا أبناء الصحراء الغربية في المخيمات التي ألجأهم إليها ظلم ذوي القربى، الذين لم يروا وجود العدو في سبتة ومليلة وظنوا “إخوانهم” في الصحراء هم العدو…
لقد رأينا هياكل تسمى مدارس ومصحات و…وليس من المدارس والمنازل والمصحات في شيء… وأما الناس الذين رأيناهم فلم يبق منهم من الكرامة إلا تلك الأنوف الشم، والجباه التي تأبى الخنوع والركوع.. وتمثل ذلك الشّمم في ذلك المخيم الذي يأوي أولئك المعطوبين في معارك الشرف دفاعا عن العرض والأرض، حيث أمضى بعضهم أكثر من ثلاثة عقود وهم مقعدون.. كما لمسنا ذلك الشمم في متحف المقاومة حيث رأينا الدبابات والعربات والطيارات والمدافع، التي أمدت بها الدول الغربية الجيش المغربي ليستأسد على “إخوان” عزّل، لا يملكون إلا البنادق البسيطة التي حطم بها تلك الدبابات والعربات.. وأسقط بها الطائرات، وأسِر بها الجنود والضباط المغاربة الذين يسلم كثير منهم أنفسهم للمقاتلين الصحراويين حتى لا يشاركوا في حرب ظالمة، ولا رجولة فيها، وحتى لا يموتوا دفاعا عن نظام فاسد يسمي رأسه نفسه “أمير المؤمنين”، وتشبيها – زعم- بأمير المؤمنين الحقيقي، وهو الفاروق – رضي الله عنه – ولعن الله الاشتراك اللفظي كما يقول الإمام محمد البشير الإبراهيمي.
فصبرا أيها الأحرار والحرائر من أبناء الصحراء الغربية وكرائمها، وما العودة إلى وطنكم ودياركم ببعيد، وقد أثبتم في هذه العقود في تلك الظروف أنكم أولى بالحياة من ظالميكم..
وصرخة أوجهها – باسم أولئك الأطفال والنساء والشيوخ – في وجوه إخوان الشياطين من المبذرين، والذين يستكثرون، فقد قرأت في السنة الماضية حوارا لأحدهم يقول بأنه حج اثنتين وأربعين مرة، وأنا أعرف أن هذا الرجل يبدأ حجّه من أول شهر رمضان وينهيه في العشر الأوائل من شهر محرم، ويقيم هذه الأشهر في أفخم الفنادق، ويغمض عينيه ويصم أذنيه عن إخوانه الذين يتربصون بهم “لصوص القلوب والعقول”.