الجمعة، 12 أكتوبر 2012

عذرا عن الغياب

عادة ما نعتذرعن التأخر لاننا سببنا عطل في حركة شئ ما، و احيانا أخرى نعتذر لأن تأخرنا تسبب في فوضى وضجيج ازعج غيرنا. ولكن ترى كيف نعتذر عن الغياب، ترى هل شهادة طبية أو أخرى دراسية تفيان بالغرض لتسامحني الكتابة ومن يحب قراءة الكتابة عن الغياب.

أحب أن أكرر مقولة أنني لست بكاتبة بيد أننا ولدنا من رحم اللجوء، رحم نمت وكبرت فيه ذكرياتنا السعيدة والكيئبة، كبرنا وتررعرت روح المسوؤلية فينا، كل واحد منا أراد أن يترجم ذلك الواقع على طريقته. ربما أنت رسام تشكيلي لسنا مثلك نفقه الرسم والفنون ولكن كلنا يرى ذاته في لوحاتك، وآخر وجد في حنجرته صوت يقول الصوت صوتكم ولد من آلامكم ومعاناتكم ليس ضروري أن تدرسوا سلم الموسيقى فقط إنصتوا جيدا وذلك الصدى الخفي دواء لداءنا المشترك.

كل البشر لديهم نظرتهم الخاصة للحياة ولكن بالنسبة للكتاب توجعهم أن تبقى أفكارهم حبيسة أرواحهم حتى وإن كانت لا تستحق النشر او القراءة، ليس هناك جدل أنه ليس كل من يأخذ قلم يستطيع به أيصال قضية يؤمن بها أو أخرى يدافع عنها. ولكن هناك فرق بين أن تكون كاتب يحب الكتابة لانك تريد غيرك ان ينصت لك وربما هذا نوع من الانانية الصادقة وكاتب يحب ان يترجم واقع ومعاناة من حوله بكلمات لا تكلف فيها ليفهم الكبير والصغير والجاهل والمتعلم فتصبح الكتابة دعاء وصلاة من اجل من يكتب لهم، وهنا اصنف من اكون عندما احمل القلم.

عندما احمل القلم تسيل العين قبل أن ينطق القلم وعندما انتهي من الكتابة يجف القلم وتبقى العين تحاول أن تسعف القلم لينطق اكثر لان معاناتنا اضخم من أن يترجمها قلم واحد، اعرض واطول من أن تحملها ورقة واحدة، أحلامنا بسيطة لدرجة ان لا احد غيرنا يفهمها وربما لهذا لازلت احلاما ترى لو كتبنا ترجمنا اكثر لكان بوسع العالم ان يحول تلك الاحلام الى حقيقة .

عذرا عن الغياب، عذرا ايها القلم، عذرا ايتها الاحلام ولكن الغياب عنكم وعن الكتابة لا يعني التفريط او النسيان ولكن اجبرت ان اصوم عن العربية واكتب بلغة اخرى ولكن ليس حبا فيها بل أملا في أن يطلع العالم عن معاناتنا وأحلامنا أكثر.

حز في نفسي كثيرا لانني كنت اظن ان العالم على دراية بما نمر به تحت خيامنا كل يوم، ألمني كثيرا ان اشير الى الخريطة فأرى علامة التعجب والتساءل عفوا ماذا قلت أخر مستعمرة أين ولماذا؟

ولأنه لابد من إجابة هاذين السؤالين لذا هجرت الكتابة بالعربية موقتا، ولكن قلمي ما جف قط عن حمل معاناة شعبي، عن ترجمة واقعنا المر المنسي الى لغتهم لعل كلمة مني واخرى منك قد تدفعهم لجعل احلامنا حقيقة.

لا احب الادب الراقي والتعابير المعقدة لانها تبني الحواجز بيننا ولا احب ان اتقن لغة المهجر فتبني جدار يبعدني عنكم، عذرا عن الغياب واتمنى ان ترون دوما انكم جزء مما اكتب