السبت، 24 ديسمبر 2011

القضية الصحراوية تطرق أبوابا جديدة عنوانها الدولة الصحراوية المستقلة، هي الحل (نص البيان الختامي للمؤتمر أل 13


التفاريتي (الأراضي المحررة) 22 ديسمبر 2011 (واص) - سجل المشاركون في أشغال المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو الذي اختتمت أشغاله هذا المساء ببلدة التفاريتي المحررة، أن القضة الصحراوية بدأت تطرق أبوابا جديدة عنوانها الأبرز "الدولة الصحراية المستقلة، هي الحل".
و فيما يلي النص الكامل الذي توج 8 أيام من المناقشات و المداولات بحضور 2095 مؤتمر صحراوي:
"نعقد المؤتمر الشعبي العام الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، مؤتمر الشهيد المحفوظ اعلي بيبا قي الفترة الممتدة ما بين 15 الى 19 من الشهر الجاري بالاراضي المحررة ببلدة التفاريتي تحت شعار " الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل " بحضور عشرات الوفود من الدول الصديقة و الشقيقة القادمة من مختلف القارات و في مقدمتها وفدي الدولتين الشقيقتين الجارتين الجزائر و مورتانيا.

و قد افتتح المؤتمر اشغاله بمناقشة التقرير الادبي و المالي المقدم من طرف الامانة الوطنية قبل المصادقة عليه من قبل المؤتمرين ، و كذا الوثائق المقترحة من طرف اللجنة الوطنية التحضيرية و التي كانت نتاج حوار واسع و صريح و شامل لمجمل القضايا المطروحة على الساحة الوطنية ما عكس مستوى النضج و المسؤولية العالية لدى المواطنين .

و وقف المؤتمر عند الانجازات المسجلة و الصعوبات القائمة خلال المرحلة الممتدة ما بين المؤتمرين ، و سجل بارتياح الالتفاف الشعبي حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، و الاجماع ا الرامي لتكريس المشروع الوطني المتمثل في الدولة الصحراوية وبسط سيادتها على كامل ترابها ،من منطلق القناعة الراسخة ان الدولة الصحراوية المستقلة هي الااطار الضامن للوجود الكريم و الحل الامثل لتتويج عملية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية .
و قد توجت اشغال المؤتمر بتبني برنامج عمل وطني مدعم بقررات و توصيات في هذا الشأن ، وانتخب قيادة سياسية جديدة ووجه رسائل لحكومات و قوى سياسية عبر العالم .

و قد خلص المؤتمر الشعبي العام الى ان القضية الوطنية انطلاقا من حصيلة الانجازات و كذا التحديات التي تلوح في الافق تطرق ابواب مرحلة جديدة ، سمتها الدقة و التعقيد يتمتع الشعب الصحراوي فيها برصيد نضالي لا يستهان به ، مسجلا باعتزاز :

_ تمسك الشعب الصحراوي بالوحدة الوطنية و التي مثلت الصخرة التي تحطمت عليها جميع مؤامرات و دسائس العدو .

_ مواصلة و ترسيخ البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية .

_تطوير السياسات الاجتماعية و الاقتصادية الرامية الى الرفع من المستوى المعيشي للمواطنيين و ترقية الاداء في ميدان التسير

_دخول المقاومة الوطنية فصلا جديدا نتيجة لنمو و تنوع اساليب انتفاضة الاستقلال السلمية بالرغم من شراسة و همجية السياسة القمعية للمحتل

_الحفاظ على المكاسب الدبلوماسية للجمهورية الصحراوية ، وضمان بقاء القضية الوطنية على اجندة الامم المتحدة باعتبارها قضية تصفية استعمار ، و قناعة المنتظم الدولي باستحالة اي حل لا يحترم ارادة الشعب الصحراوي و حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

_مسلسل تفاوضي بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو و المملكة المغربية ، و ان لم يفضي بعد الى النتيجة المبتغاة للشعب الصحراوي الا ان المغرب لم يستطيع توظيفه لتمرير حلوله المشبوهة .

لقد اثبتت اكثر من ثلاثة عقود من عمر الصراع ان استماته الشعب الصحراوي هي السر في تحقيق جملة المكاسب و المنجزات التي ينعم بها ، هذا التصميم و الاستماتة اصبحا اليوم ضرورة ملحة اكثر من اي وقت مضى في سبيل رفع التحديات الكبرى التي يفرزها الصراع مع المحتل المغربي على المستويات الوطني و الجهوي و الدولي .

ان تجذير اسس الوحدة الوطنية ،التي يظل عنوانها الدولة الصحراوية يستدعي مواصلة الجهود الدؤوبة لتقوية دور المؤسسات الفاعلة و المنسجمة و الهادفة باستمرار لضمان المصلحة الوطنية و تجسيدها على ارض الواقع,و ضرورة خلق ميكانزمات الرقابة تضمن المحاسبة و الشفافية ، وفي هذا المضمار يبقي برنامج العمل الوطني الصادر عن المؤتمر البوصلةالتي يهتدى بها لتحقيق هذا الهدف.
لقد اعرب المؤتمر بعد الوقوف المتاني على خطورة الوضع الامني المتردي في المنطقة ، عن انشغاله البالغ لحجم التحديات المترتبة عن هاته الوضعية . و يرى المؤتمر ان استمرار احتلال المغرب للصحراء الغربية و تجاهل ارادة الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال يساهم في رفع حدة التوتر و تفاقم العوامل المهددة للسلم و الامن و الاستقرار في المنطقة .و يتحمل المغرب المسؤولية الكاملة في هذا التردي بحكم سياساته التوسعية الرافضة لمبدأ الشرعية الدولية والتعايش السلمي مع بقية مكونات المغرب العربي
لقد كان استهداف امن المواطنيين الصحراويين و اختطاف ثلاثة متعاونين اوروبيين من مخيمات اللاجئين اختبارا حقيقيا لمستوى يقظتنا و مقدراتنا ، و شكل الرد الحازم للجبهة برهانا على ان الشعب الصحراوي يظل شريكا فعليا في التعاون الجهوي الهادف الى ارساء قواعد الاستقرار و الامن في المنطقة.

و يرى المؤتمر على ان قيام مغرب عربي قوامه الشراكة و التعاون و التضامن ، و اساسه الاحترام المتبادل بين دوله بما فيها الجمهورية الصحراوية هو الاطار الامثل و الحاضن لتطلعات شعوبه في الامن و العيش الكريم .

لقد اصبح لزاما على مجلس الامن الدولي ان يجعل من المسلسل التفاوضي الذي يرعاه بين المملكة المغربية و الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، فرصة سانحة لترجمة قراراته على ارض الواقع ، و تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير و الحرية و الاستقلال الشئ يعتبر مساهمة فعلية في استتباب السلم و الاستقرار في المنطقة .

و يحذو المؤتمر الامل في الا تظل الدول الفاعلة في مجلس الامن متقاعسة عن الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي ، و الا يستمر المغرب في تفويت فرص السلام المتاحة حتى لا تبقى المنطقة عرضة لعواقب وخيمة .

يطالب المؤتمر كل الصحراويين والصحراويات اين ما تواجدوا بالتحلي بروح اليقظة الكاملة ، و تقوية الوحدة الوطنية الضامنة لتحقيق مشروع الدولة الصحراوية ، و يدعو القيادة المنتخبة لاعطاء اولوية للجاهزية القتالية و تعزيز عوامل الصمود تحسبا لكل الاحتمالات و دعم انتفاضة الاستقلال المظفرة .
و شعورا بالمسؤولية و مقتضيات حسن الجوار و القيم الحضارية المشتركة ، يتوجه المؤتمر بالنداء للشعب المغربي الشقيق و قواه الحية لحثهما على رفض الانصياع وراء حرب ظالمة لا طائل لهما من ورائها و لا تخدم مصلحة الشعبيين .
و يتوجه المؤتمر من جديد بنداء عاجل للدولة الاسبانية ، يدعوها فيه لجبر الضرر الذي الحقته بالشعب الصحراوي والمساهمة الجادة في عملية استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، البلد الذي تظل مسؤولياتها كاملة تجاهه سياسيا ، قانونيا و معنويا.

و يبدي المؤتمر مشاطرته للدوافع العميقة التي دفعت ببعض الشعوب العربية الى انطلاق حراك "الربيع العربي" من اجل تحقيق الحرية و الديمقراطية و الاتعتاق و تقرير المصير ، و الذي يعتبر الشعب الصحراوي سباقا لبدء شرارته الاولى من خلال ملحمته الشهيرة "اكديم ازيك" .
وقف المؤتمر امام الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان في المناطق المحتلة من ترابنا الوطني و ادان بشدة تلك الممارسات الهمجية التي تنتهجها السلطات المغربية تجاه المواطنين الصحراويين العزل و يطالب بالحاح من مجلس الامن توسيع صلاحيات المينورصو لتشمل حماية و مراقبة حقوق الانسان طالما لم تستكمل مسالة تصفية الاستعمار من الاقليم .

و يطالب المؤتمر من كافة الدول و الشركات و المصالح الاجنبية احترام القانون و المواثيق الدولية و عدم التورط المباشر او غير المباشر في نهب و سرقة خيرات الشعب الصحراوي المظلوم و يسجل المؤتمر في هذا الصدد الموقف الاخير للاتحاد الاوروبي الرافض لتمديد اتفاقيات الصيد الظالمة مع المحتل و التي شملت باستمرارثروتنا السمكية .
ان المؤتمر اذ يشيد بالموقف التاريخي و المبدئي الشجاع للجزائر حكومة و شعبا التي قدمت و لا زالت تقدم كافة اشكال الدعم االلامشروط للشعب الصحراوي في محنته الطويلة ليعبر عن اسمى آيات الشكر و الامتنان و العرفان لبلد المليون و نصف المليون شهيد .هذا الموقف الذي يعكس الوفاء الدائم لتاريخ الجزائر المجيد و يترجم التقليد الحميد للدولة الجزائرية في مساندة كل الشعوب المستعمرة في سبيل انتزاع حقوقها المشروعة في الحرية و الانعتاق ، و يؤكد حرص الجزائر على احترام مبادئ الاتحاد الافريقي و توجهاته الرامية الى ضمان الامن و الاستقرار القاري و الجهوي .

يثمن المؤتمر موقف و دعم الشعوب الاسبانية و مجتمعاتها المدنية للقضية الصحراوية العادلة الذي تمثل في تأسيس عشرات لجان وجمعيات التضامن عبر كامل التراب الاسباني ، و يشيد عاليا بحركة التضامن العالمية مع الشعب و القضية الصحراوية .

و في اختتام اشغاله قرر عقد المؤتمر الرابع عشر في آجاله القانونية .